مدونات

ذوي التسعينيات نحن!

قلم تعبيرية (بدون حقوق نشر) CC0

حديث من الرّوح خارج السرب قليلا..

لربما قيل عنّا الكثير بغير لُطف ولربما طُعِنا بما يكفي، ويبقى قولهم المعتاد: أنتم جيل الهوان بعد القوة والرخاء بعد الشدة!
صدقتم.. 

فها نحن على أعتاب رمالٍ ضمت أرواحا جما منّا هي راحلة، ومازلنا عابرون! 

رأينا الشتات نصب الأعين وما استسلمنا، فقد تكبدت المُهج بما لا تطيق لتصبر على ما تُطيق! 

تعلمنا علما مغايرا تماما عن النمطية السائدة، استنكرته الطبائع لكنه المسيطر على جحور جهلنا!

نعم، نملك من الحداثة ما لم يملكه قبلنا وسرقت منّا أشخاصا طبيعيين ليظهروا لنا أشخاصا معنويين هكذا فقط! 

اعتقال، سجن، قصف، عسكري، إخلاء سبيل، اختفاء قسري، جثة، مطارد، حدود، حرب، إفراج... لن أكتب الأحرف الثلاث (إلخ) بل سأكتفي بذلك عنوة لأن الأمر مرهق..

آمال من منّا ارتبطت بعد الربّ الكريم ببضع نقاوةٍ تسكنهم وتسكن من يسكنهم! ويا ويحي إذا ما أسقط ذلك النص على بعض المفاهيم سالفة الذكر! 

نسير سير طفل أراد التخطي بنفسه متكئا على رجليه، وما لبث حتى أسقطته عثرات الخُبث! فكان لزاما عليه أن يتمتم دعاء الخُبث والخبائث..

ثم إن وصال الحبيب والقريب بات بالأمر المُحال، وليت ذلك من ظروف زمان أو مكان بل تعنّت (وأزيد بذلك شدة فوق الشدة) وإن كان الباب بجانب الباب! ألا تشيخ الرّوح باكره على شيخوختها ويزيد القلب غلظة.. فسُكنى القلوب دُفنوا أحياء وما بقي إلا بعدد الأصبع، عفوا! 

أقصد بقدر نصف أصبع إن لم يخني التعبير، وبهم نتشبث باللطف والجمال، والرّوح الباقية فينا بقدر ذلك النصف. 

إلى هُنا، اكتفي بهذا فقد ملئت تلك السطور ضحكات تائهة، ونظرات مشتتة، وخطوات متبعثرة لتصنع بذلك البطل ذا التسعين!

ليس كما ذهبت إليه مخيلتكم صاحب الجسد الهزيل، والوجه المتجعد، والأصابع المرتجفة.. إنما من احتضن في كنفه سطور الحديث الفارطة، لتكن في ناظريه قشة الحقل التي قسمت ظهر الصِعاب..

فها قد صدق قولكم: بشكله لا بفحواه، هم حقا أهوِناء وأصحاب رخاء لا تسِعهم الأرض بما رحبُ.

هم نحن ذوي التسعينات فقط.

والسلام.