ينتصر الأسد. حسناً. لكنه ينتصر على شعبه. وتجارب التاريخ تعلمنا أن انتصاراً كهذا ليس مؤهلاً للبقاء. الشعوب هي التي تبقى، أما الأنظمة الجائرة التي تفتك بشعوبها فمصيرها الزوال مهما بدت آلة الحرب قوية وخادعة.
مصير حلب وأهلها هو الآن في عهدة القيادة العسكرية الروسية، والأرجح أن هذا المصير سيكون شبيهاً بما حصل في حمص من تدمير للمدينة وإفراغها من أهلها، قبل أن يذهب الأسد لزيارة أطلال حي بابا عمرو، للاحتفال بـ «انتصاره».
كيف توصلت هذه الجماعات الى معرفة مكان وجود مصطفى بدر الدين، وهو الذي توالت أخبار عن وجوده في ايران منذ إعلان أخبار ملاحقته ومحاولات اعتقاله من جانب المحكمة الدولية؟ ومن هي الجهة السورية التي كانت تتولى مسؤولية حمايته وكانت تعرف بالتالي طبيعة عمله وتحركاته ودوره المهم في الميدان السوري؟
اختار الناخبون في العاصمة البريطانية التعقل واحترام قيم التسامح والتعدد الثقافي والديني والاجتماعي الذي صار ميزة لندن. وكما قال صادق خان بعد انتخابه، اختار اللندنيون الأمل بدل الخوف والوحدة بدل الانقسام، وأكدوا أن السياسات القائمة على الخوف لا مكان لها في العاصمة البريطانية.
ليس مهما بالنسبة إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ولا طبعا بالنسبة إلى رئيس وفد النظام السوري إلى مفاوضات جنيف بشار الجعفري أن ينسحب وفد الهيئة العليا للمفاوضات أو أن يبقى. هناك دائما معارضون جاهزون في مصانع النظام، للحلول مكان هؤلاء.
سوف تحتاج القيادات الخليجية إلى قدر كبير من الدبلوماسية لتتجنب فتح الملفات الساخنة والعالقة مع الرئيس باراك أوباما خلال لقاءاتها به هذا الأسبوع. فهذه القمة الخليجية الأميركية هي قمة وداعية بالنسبة إلى الرئيس الأميركي.
معركة حلب تزيل كل الشكوك حول طبيعة الدور الروسي وأهدافه. انها تلغي اي دور لنظام بشار الاسد في تقرير المرحلة المقبلة. فالعنوان الأساسي للمفاوضين الغربيين، وربما العرب أيضاً، سيكون بعد الآن في الكرملين مع فلاديمير بوتين.
اختار الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني مناسبة الاحتفال بذكرى عودة الخميني من منفاه الفرنسي إلى طهران في أول شباط (فبراير) 1979، ليشن حملة لا سابق لها في حدّتها وصراحتها على قادة التيار المحافظ، آخذا في طريقه أيضا المرشد علي خامنئي.
خرجت ورقة الحل في سوريا من أيدي النظام والمعارضة منذ زمن بعيد. وصارت المفاوضات تجري بين مختلف الأطراف الدولية من فوق رؤوس السوريين. لذلك تبدو الاتصالات الجارية لتسوية الخلاف حول تشكيل وفد المعارضة إلى المفاوضات المنتظرة في جنيف، وكأنها اتصالات روسية - أمريكية - تركية - إيرانية.
كان لبنان في عيد نهار أمس. احتفل الجميع، حكومة وشعبا، بإطلاق 16 عسكريا كانت تحتجزهم «جبهة النصرة» بعد 16 شهرا أمضوها أسرى في المنطقة الحدودية الجبلية المحاذية لسورية في شرق البقاع اللبناني.
سوف يكون التفجير الانتحاري الذي ارتكبه أحد انتحاريي تنظيم "داعش" في بلدة سوروتش الحدودية التركية، نقطة فاصلة في تعامل تركيا مع هذا التنظيم ومع الحرب السورية، كما قد يتحول نقطة فاصلة في مستقبل التنظيم نفسه.
عندما ستسرد كتب التاريخ سيرة العلاقة اللبنانية السورية في عهد عائلة الأسد، سوف تحتل شهادة وليد جنبلاط أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان فصلاً مهماً من فصول هذه الكتب.