كتاب عربي 21

أيمن نور.. لماذا لم تستأذن قبل أن تفكر؟!

محمد طلبة رضوان
1300x600
1300x600
من نحن وماذا نريد؟ قد يكون لدى البعض من رفاق الثورة إجابة، لكن كيف نحقق ما نريد؟، سؤال شائك وصعب، يحتاج إلى إجابة واحدة، قبل أن نمنح الحق لأنفسنا في أن يمسك كل منا برأس أخيه، وفكرته.

أيمن نور طرح فكرة، أنا شخصيا مختلف نسبيا، لكن ما المانع أن نطرحها للنقاش، النقاش خير من "الشرشحة"، الاتهامات المجانية، النعرات الأيديولوجية التي لم تعالجها مصيبة الانقلاب العسكري عند الكثيرين منا حتى الآن، النقاش خير من تكسير العظام.

باستثناء وائل قنديل، الكاتب الصحفي الكبير، لم أجد نقاشا فيما طُرح حول حوار أيمن نور المهم، مع جريدة "العرب"، ودعوته "الأخلاقية"، كما سماها، لحل سياسي بانتخابات رئاسية مبكرة، لم يستبعد خوضها أمام السيسي، وهو على كل حال سياسي كبير، له تاريخه، في معارضة مبارك، وواقعه المشرف في معارضة العسكر، ولم ير أحد من الفرقاء منه ما يدفعهم لهذه الحالة من الرعب في التعاطي مع فكرته.

هذا الكلام، ليس دفاعا عن أيمن نور طبعا، فلا أنا معه، ولا كنت يوما عضوا في حزب الغد، رغم دعمي وتشجيعي أيام مبارك، إلا أنه في النهاية "أيمن نور"، ومن لا يعرف عليه أن يحاول، قيمة تجاربنا المحورية منذ 3 يوليو حتى الآن، تكمن في الفرز، بكل درجاته ومستوياته، الفرز السياسي، والاجتماعي، والإعلامي، والحزبي، والطائفي، الفرز الشخصي، حتى أنت يمكنك أن تعرف من تكون حقيقة في مرآة ما يحدث، وإن لم تكن شخصية عامة، لها مواقف، وتأثيرات سلبية وإيجابية.

أيمن نور له ثمن، من هؤلاء الذين يُدفع فيهم، ليس واحدا والسلام، لو أراد أن يبيع نفسه لفعل، وقتها كان العساكر على استعداد لشراء كل واحد كي يمروا بجريمتهم، الكتاتني كان مطلوبا ورفض، باسم عودة كان مطلوبا ورفض، أيمن نور كان مطلوبا، ورفض، وسافر، ولم يتوقف عن معارضة النظام على طريقته يوما، فيما تبرع ببيع نفسه الكثيرون ممن لم يكن أحد منهم مطلوبا أصلا، نعرفهم جميعا، ولا مجال لاستعراضهم.

فارق هنا بين أن تشتبك مع واحد من فريقك، وإن اختلفت طريقته، وبين أن تشتبك مع واحد من خصومك، الإمام "علي"، كرم الله وجهه، يقول: "من أراد الحق فأخطأه، ليس كمن أراد الباطل فأصابه"، إذا كانت الأيام تمنحنا الآن فرصا للمراجعة، وإعادة التقييم، فعلينا ألا نهدرها، بتكرار نفس الأخطاء.

كنا في الميدان، الوضع متأزم، الناس في الشوارع تقابلنا، تعاتبنا، تثنينا، أو تشجعنا في حالات استثنائية، ملوا، تعبوا، خافوا على عيالهم، التليفزيون يبث سمومه الناقعات في روعهم، لهم عذرهم ولنا أعذار، لهم قلقهم ولنا الثورة، لكنهم على كل حال أهلنا، طلب عمر سليمان لقاء بعض القوى السياسية، البعض رآها خطوة، والبعض رفضها بشكل مبدئي، طبيعي، إلا أنه من غير الطبيعي أن يذهب ممثلون من الجمعية الوطنية للتغيير، ويرفضون بدورهم، بشكل قاطع، وواضح، أي مساومات حول رحيل مبارك، ثم يستمر الرفض لمبدأ الذهاب إلى حد التخوين، كان هذا ساذجا، وسخيفا، إلى أقصى حد، كأن بمقدورنا أن نتهم سعد زغلول مثلا لأنه حاول التفاوض، دون أن يتراجع خطوة عن مبدأ الاستقلال التام، دفعنا ثمن تربصنا ببعضنا البعض كثيرا، يوشك رصيدنا أن ينفد، الناس فيما "يشتغلون سياسة" مذاهب، وما دمنا قد اتفقنا على المبدأ لا نحيد عنه، فلماذا لا تتنوع الطرق، هذا صحي، الصوت الواحد لا يكون إلا وحيا، ودون ذلك "كهننة" للفعل الثوري، النقدي، والإنساني بالأساس.

يقولون الدعوة لانتخابات اعتراف بشرعية "الانقلاب"، وهل كان صلح الحديبية اعتراف بشرعية طرد المسلمين، وتهجيرهم القسري عن ديارهم، وهل كان تراجع النبي عن توقيعه بـ محمد رسول الله، إلى محمد ابن عبد الله، اعتراف بشرعية الكفر، أو خصم من الاعتراف بشرعية النبوة؟!!، ثم هب أن القياس فاسد، دعنا نقول إنه كذلك، دعنا نحرر المصطلحات، ونضيء السياقات، ونتمرن على فعل القراءة، ونزداد وعيا لما هو قادم، فهو أصعب، كلنا يعرف.

نحن متوترون زيادة عن اللازم، لا يستثني كاتب السطور نفسه، نحتاج إلى مزيد من التواصل، الوعي بما كان، وبما هو كائن، وبما ينبغي أن يكون، الأخطاء لا تعني انقطاع التاريخ، إلا أن تكرارها، رغم ما بدا من نتائجها، لا يعني سوى انقطاع الأمل، صلوا على النبي.

للتواصل مع الكاتب عبر فيسبوك: إضغط هنا
التعليقات (8)
Tarek
الجمعة، 15-01-2016 02:00 ص
استاذنا .. وجهة نظرك او ماطرحته كان يجب عليك ان تستأذن قبل ان تطرح هذه الخزعبلات لسبب بسيط .. ان هناك ارادة شعب تمثلت فى خمسة استحقاقات انتخابية .. مجالس نيابية ور~يس ودستور .. أين ذهبت هذه الاستحقاقات ؟ أولا كان يجب عليك المطالبة بعودة ارادة الشعب كامله اولا وبعد ذلك ممكن يكون الكلام على انتخابات جديدة ومن الممكن ساعتها يترشح كل واحد اسمه عبده مشتاق
محمد
الخميس، 14-05-2015 10:01 ص
اعتقد ان تم الترويج للفكرة فهو على سبيل انسحاب من المشهد السياسي بلا مقابل بالنسبة للعسكر و ليس معنى النقاش حول الفكرة هو قبولها تماما و لكن استثمار فكرة كيفية تقديم التنازلات في حد ذاتها هو وتر يجب العزف عليه و تطويره مع تطبيق مكاسبه شكرا لسعة الصدر
الإمام
الخميس، 14-05-2015 09:42 ص
الأستاذ محمد طلبه رضوان كان يمكن أن تعرض فكرة التسامح وعدم التخوين ومناقشة الأفكار في غير هذا الموضع. وأتصور أنه لم يحالفك التوفيق في طريقة عرضك، لتتصادم مع المشاعر الملتهبة والمنكوبة مما يحدث من الإنقلاب وأعوانه. ليتك فعلت مثل الأستاذ وائل قنديل حين طرح فكرته في مقال بعنوان "مايحكمش" ليرد عليه نور الذي أوجعه المقال "ماينفعش". مقالك يتصادم مع إرادة الثورة والثوار، كما أن عنوانه مستفز كما لو كنت تستهزيء بالقراء. نعم كل من يدعي أن قيادي من قيادات مصر أو رموزها عليه أن يراعي مشاعر من يرمقونه مادام ينتظر تأييدهم له في أي مناسبة (يعني يستأذن قبل أن يفكر) وإلا فليخرج من سربهم ويعلن عن موقفه بوضوح. البراجماتية السياسية ياسيد رضوان في وقت غياب العمل السياسي ملهاة ومضيعة للوقت وخدمة يسديها من يمارسها لعدو الشعب والوطن والانسانية "الانقلاب"..!
سعيد حسين
الخميس، 14-05-2015 03:45 ص
ياعزيزي ماينفعش ألحياء تقاص وتقاف وكلاهما بتكاشف فكم بلغتم من فضح أنفسكم ؟ءلي أي درجه ءستطعتم ءصلاح عيوبكم ؟؟؟؟ دوله أكثر من 70% من موظفيها لا عمل لهم فهل يصلح لهم وجود؟ لم يتفاكر ألجميع لماذا أفشلو مرسي في مسرح سح جن ءسمه أحمد ءلءبياري تمثيل أحمد بدير عام 2008 تمهيد لفيلم ألقضاء علا ءلءخوان في مسرح ثوره ليس لها قياده هل تفاكر ألجميع لمن يعمل قيادات الجيش والمخابرات و----؟؟؟ خلاصة ألقول لا يوجد سارق يسرق بيت وبعد سكوت زمن يستطع الضحيه ءخراجه بأدوات ويتركه السارق أي لن يترككم الجيش والبوليس الأجنبي المصري ولا يستمر في مسلسل مص دماءكم وأموالكم بلا تعب فقط ءنتاج قانون ومن لاعمل لهم ينفذو ألمطلوب لوهم دفاع عن رزقهم السهل قليل من تفاكر كم سرق الجيش بءتفاقية الخراب 1979 ؟؟؟ لمن كان حساب الفوسفات ولأين ذهب ذهب السكري و----- ياعزيزي لايفل ألحديد ءللا ألحديد لا يحكم ءللا ألأقوا فما أدواتكم ؟؟؟؟ تصاوتو تصايحو تحارفو تخاططو فءن ألقتل مكر لجمهورية مكر مص في اللغه =مك ولن تنجحو بتفاضحكم بلا قواء وأدنا قطع علاقات ماديه لدولة مكر
منتصر
الأربعاء، 13-05-2015 05:41 م
أخي العزيز عن اي انتخابات تتحدث، هب انه جرت انتخابات وشارك فيها ايمن نور، طبعا الانتخابات ستزور وستكتسب الشرعية ويصبح السيسي أو غيره من جماعته رئيسا شرعيا منتخبا. مبروك عليك لقد أضفتم الشرعية بكل ابعاده الى الانقلاب. فكرة بائسة