سياسة عربية

موقع لبناني: أهل الزبداني يسطرون كربلاء سوريا أمام حزب الله والأسد

شبه التقرير حزب الله وقوات الأسد بيزيد بن معاوية وأهالي الزبداني بالحسين وجماعته - أرشيفية
شبه التقرير حزب الله وقوات الأسد بيزيد بن معاوية وأهالي الزبداني بالحسين وجماعته - أرشيفية
بعد قرابة الشهر من الحملة العسكرية التي يقودها النظام السوري، ومن خلفه حزب الله اللبناني، على أهالي مدينة الزبداني، التي ما زالت صامدة ولم تحسم فيها المعركة، يشبه موقع لبناني شيعي المعركة الدائرة هناك بـ"موقعة كربلاء"، معتبرا أن النظام ومؤيدوه يمثلون "يزيد بن معاوية"، فيما يمثل أهالي الزبداني وأبناؤهم المقاتلين مجموعة "الحسين بن علي". 

وقال موقع "جنوبية" في تقرير له، إن معركة الزبداني تعد من أكثر المعارك إثارة للجدل في سوريا منذ اندلاع الثورة حتى الآن، "فالمعركة بتفاصيلها وأبعادها العسكرية والسياسية والدينية تذكرنا بالمواجهة الأكثر إثارة للجدل في التاريخ الإسلامي، وهي معركة الحق ضد الباطل في كربلاء".

وأوضح الموقع أنه "يمكن لأي شخص تصفح أي كتاب من كتب التاريخ، سواء لدى السنة أم الشيعة، والقراءة عن هذه المعركة، ومقارنتها بما يجري من مواجهات وأحداث في المدينة التي استقبلت أهالي حزب الله في حرب تموز عام ألفين وستة".

وعند المقارنة بين المعركة التاريخية، وبين المعركة الحالية، يقول "جنوبية" إن "معركة كربلاء دارت بين حاكم ظالم وفاسد وهو يزيد، وبين فئة قليلة (الحسين وأصحابه) تطالب بالعدل والإصلاح والحرية. واليوم تشهد الزبداني اشتباكات بين أهالي المدينة وقوات النظام ومواليه. والزبداني هي من أوائل المدن التي ثارت ضد حكم النظام السوري القمعي والدموي".

كما أنه "ليس لمعركة كربلاء أهمية من الناحية العسكرية، لأن نتيجتها كانت محسومة سلفا نظرا لعدم التكافؤ بالعدد والعتاد. فجيش عمر بن سعد كان يفوق الثلاثين ألفا، بينما لم يكن مع الإمام الحسين رضي الله عنه أكثر من ثمانين رجلا، هم أهل البيت وأصحابه. في الزبداني أيضا، المعركة لا تغير في التوازنات الميدانية لما يجري في سوريا بشكل عام، لأن المدينة ساقطة عسكريًا ولا يمكن أن يهدد العناصر داخلها أي طريق حيوي للنظام. كما أن عدد المسلحين لا يتعدى الخمسمائة، بينما عديد جيش النظام السوري وحزب الله يقدر بالآلاف، فضلا عن انعدام أي توازن من ناحية العتاد والسلاح والذخيرة".

وتكمن أهمية المعركة، بحسب الموقع اللبناني، في الأبعاد الدينية والنفسية والإنسانية، لما تحمله من انقلاب واضح في المعايير. "إذ أسقطت هذه المعركة  دعاية حزب الله وأيديولوجيته التي كانت ترفع وما زالت لواء الحسين والدفاع عن المستضعفين، ومجابهة الظالمين والتكفيريين والصهاينة. فمن في الزبداني، كما يعرف الجميع وكما يظهر من أسماء الشهداء الذين يسقطون في هذه المعركة، هم من أبناء هذه المنطقة التي احتضنت عوائل حزب الله عام ألفين وستة، حين شنّ العدو الصهيوني عدوانه على لبنان. في المقابل، تظهر معركة كربلاء هذا البعد العميق، حيث إنه لم يكترث جيش يزيد بخصوصية الإمام الحسين، حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيد شباب أهل الجنة".

ويضيف: "وما إن بدأت المعركة حتى أمطر الرماة أصحاب الحسين بوابل من السهام، السهام عينها تحولت إلى براميل متفجرة وصواريخ وقذائف انهمرت على مدينة الزبداني".

ويقول التقرير إن الهجوم بدأ من جهات متعددة، وقد بدأ أصحاب الحسين يتساقطون الواحد تلو الآخر.. استشهد أولاده وإخوته وأبناء أعمامه، وظل الحسين يقاتل حتى الشهادة. كذلك الحال في الزبداني، كل يوم يسقط الواحد تلو الآخر أمام أخيه أو ابن عمه أو أبيه أو ابنه. والآخر ينتظر دوره، ويتسابق للحاق به".

وفي ختام التقرير، نقل الموقع عن "عمر بن سعد إلى الامام الحسين يعرض عليه البيعة ليزيد، والرجوع عن مطالبه الى مكة، فقال له الإمام الحسين: "ليس شأني شأن من يخاف الموت، ليس الموت في سبيل العزّ إلاّ حياة خالدة، وليست الحياة مع الذّل إلاّ الموت الذي لا حياة معه، وهل تقدرون على أكثر من قتلي، ولكنكم لا تقدرون على هدم مجدي ومحو عزي وشرفي، فإذن، لا أبالي بالقتل ..". فيما عرض النظام السوري على أهل الزبداني عرضا أقسى من ذلك، إذ إنه طالبهم بالاستسلام، والخروج من مدينتهم كي يجنبوا أنفسهم الموت وبيوتهم الدمار. فكان ردهم: "الموت على أرضنا وتراب مدينتنا بشرف وعز وكرامة، أشرف من الهروب أحياء منها يلحقنا العار والذل أينما حللنا".

وقال: "سيسجل التاريخ أن الزبداني ستكون عروس سوريا وأيقونتها، بصمود أهلها واستبسالهم في القتال حتى الموت وتضحيتهم بأنفسهم ورفضهم تسليم مدينتهم.. سيسجل التاريخ أن الزبداني خاضت أقدس معركة، وأشرف مواجهة. حيث ينتصر الدم على السيف، فاستحقت بجدارة أن تمنح لقب (كربلاء سوريا)".
التعليقات (3)
فاطمة غنيم
الأحد، 09-08-2015 07:51 م
هكذا هم الشرفاء والذين يحفظون كرامتهم الموت ولا المذله .
خالد منصور
الأحد، 09-08-2015 01:13 م
بارك الله في كاتب المقال هكذا يجب ان يكون الشيعه الاحرار الذين يعبدون الله وحده ولا يعبدون الكهان من دونه
عبدالإله
الأحد، 09-08-2015 12:54 م
وصف رائع وتشبيه جميل لما يحدث في الزبداني