سياسة عربية

ما حجم أنصار حزب الإصلاح في تشكيلات المقاومة اليمنية؟

أنصار التجمع اليمني للإصلاح في وقفة حاشدة سابقا - أرشيفية
أنصار التجمع اليمني للإصلاح في وقفة حاشدة سابقا - أرشيفية
برز التجمع اليمني للإصلاح كقوة يمنية متماسكة، لعبت دورا مهما في المعارك التي تخوضها المقاومة الشعبية المؤيدة للشرعية في مختلف جبهات القتال، مع الحوثيين المدعومين من إيران وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، ما يطرح تساؤلا مهما حول الحجم الذي يشكله الإصلاحيون في تشكيلات المقاومة وقوات الجيش الوطني الموالي لها.

وسجل الإصلاح موقفا حذرا، من وراء مشاركته في الحرب التي يقودها التحالف العربي بقيادة السعودية ضد الحوثي وقوات المخلوع صالح، بسبب خوفه العميق من تداعيات عداء دول إقليمية لجماعة الإخوان المسلمين، التي يمثل جناحها باليمن، وفقا لمراقبين.

الإصلاح جزء من المقاومة

ويقول المتحدث الرسمي باسم حزب الإصلاح عبد الملك شمسان إن الحزب لم يكن في يوم من الأيام أقرب إلى الشعب اليمني وتبنى مواقفه وهمومه مما هو عليه اليوم، من خلال تأييده للمقاومة الشعبية وللجيش الوطني باعتبار ذلك "حقا مشروعا في الدفاع عن النفس ضد انقلابيين سيطروا على السلطة بقوة السلاح، وأشعلوا الحروب والفتن في أرجاء البلاد"، على حد قوله.

وأضاف في حديث خاص لـ"عربي21" أن"منتسبّي الإصلاح ليسوا إلا جزءا من قلب هذا الشعب الكبير الذي يبذل الغالي والرخيص، وقرر الكثير منهم الانضمام إلى المقاومة، انتسابا منهم إلى الشعب اليمني في كل قبيلة ومنطقة ومحافظة، لا بناءا على انتمائهم للإصلاح كحزب سياسي يتبنى العمل السياسي كخيار واحد ووحيد"، على حسب وصفه.

وأشار شمسان إلى أن تضحيات الإصلاحيين وكل اليمنيين بقواهم المختلفة، بالنسبة لـ"حزب لإصلاح مصدر فخر واعتزاز، من غير تفريق بين أي منهم على أساس الانتماء الحزبي ولا غيره".

 وأوضح ناطق الإصلاح أن "المقاومة مقاومة شعبية مجتمعية تتبنى هما وطنيا وتناضل من أجل غاية وطنية، وهي أكبر من الإصلاح ومن كل الأحزاب مجتمعة"، وفق تعبيره.

الإصلاح يدافع عن أمنه المحلي والإقليمي

من جهته أكد الإعلامي والناشط السياسي عامر الدميني أن حزب الإصلاح تعاطى مع المقاومة الشعبية تعاطيا ذكيا استطاع من خلاله أن يحقق مكاسب جديدة في مسيرته السياسية.

وقال في حديث خاص لـ"عربي21": "عندما بدء خيار المقاومة يتشكل كأمر حتمي لمواجهة مليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، بالتزامن مع التوجه الإقليمي المتوجس من الخطر الإيراني في المنطقة، أصبح الإصلاح أحد الأطراف السياسية الداخلية التي انخرطت في المقاومة الشعبية لإيقاف ذلك الخطر الذي يهدد مصالح الدولة اليمنية وأشقائها من دول الجوار"، بحسب قوله.

ووفقا للدميني فإن انخراط الإصلاحيين في صفوف المقاومة الشعبية، للدفاع عن الجمهورية والشرعية والأمن المحلي والإقليمي كان عبر العديد من الآليات التي اتبعوها، أبرزها"المواقف السياسية، وتثوير المجتمع لرفض الوجود الحوثي، والمشاركة في جبهات القتال" التي انسجمت مع مواقف الشعب اليمني ودول الإقليم المهتمة بالملف اليمني.

ولفت السياسي الدميني إلى أن كل مواقف الإصلاح كانت معلنة وواضحة، ولذلك ناله الحظ الأكبر من التنكيل المليشاوي لجماعة الحوثي والرئيس المخلوع، فاختطفت قياداته وأنصاره، وفجرت مقراته، وقتل أعضائه، وصودرت ممتلكاته"، ولذلك لعب دورا يجمع بين إحياء ثقافة المقاومة لدى كل مواطن، وبين الأداء السياسي العام للحزب المنطلق من إيمانه بالنضال السلمي كوسيلة من وسائل التغيير داخل البلاد، بحسب الدميني.

وجود ضعيف للإصلاح بالمقاومة

وعلى النقيض من ذلك، يرى رئيس مركز الجزيرة العربية للدراسات نجيب غلاب أن الإصلاح ظل يتهرب ولا يزال حتى اللحظة، عاجزا عن تبني رؤية إستراتيجية واضحة للحرب ضد قوات الحوثي وصالح"، وعزا ذلك إلى "التناقضات العميقة بداخله، والتجربة المصرية للإخوان التي بات مسجونا فيها، ولم يمتلك الجرأة للتحرر منها، وهذا يفسر مثلا خوفه من الإمارات وفتح جبهة صراع معها عبر ناشطين تابعين للحزب".

وأوضح في حديث خاص لـ"عربي21" أن"هناك ضعف إصلاحي في الدفاع عن خياراته الأخيرة المؤيدة للتحالف والرافضة للانقلاب، ولم يتمكن من تخليق الوعي اللازم لهذه الخيارات، مازال يعيش خوف عميق في رسم معالم رؤيته الوطنية" حسب وصفه.

ولفت غلاب إلى أن "حزب الإصلاح يحتاج قفزة مغامرة تمكنه من الانفصال عن صراعات الإخوان مع الخليج، والمراهنة بالمطلق على المسألة اليمنية؛ باعتبارها سياقا مغايرا لكل ما يحدث من صراع مع الإخوان المسلمين في المنطقة"، حتى يتمكن من تعزيز علاقته مع القوى الداخلية المناهضة لانقلاب الحوثيين وصالح.

وقال رئيس مركز الجزيرة إن "الإصلاح اليوم هو في قلب المقاومة؛ لكنه أضعف من أن يقودها، ولا يمتلك القيادات الكافية لهذه القيادة، بسبب نظرته أن "الحوثية بالإمكان مغالبتها سلميا"، ومشكلته تكمن بأن "الخطر المسيطر على وعيه هو علي عبد الله صالح وتياره المؤتمري، ولا يرى الحوثي إلا ذراعا في حزب صالح"، على حد قوله.

وأشار السياسي غلاب إلى أن "الإصلاح لا يمثل قوة ردع قادرة على تغيير موازين الصراع الحالي، رغم انخراط بعض كوادره في المقاومة المسلحة إلا أنه لم يتبنى بشكل رسمي ومعلن مشروع المقاومة وهذا الأمر ناتج أيضا عن الخوف الذي يعاني منه لأنه مستهدف"، متسائلا إلى متى سيظل منحني للعاصفة، لم يتبق إلا اقتلاعه وهو منحني".
التعليقات (1)
مسافر
الخميس، 27-08-2015 11:52 م
غلاب هذا حاطب ليل ولا ادري من هي القوى والاحزاب التي تقود المقاومة على الارض اظن انه يعتقد ان كريديزر هو من يقود المقاومة في تعز واب وعدن والضالع والجوف ومأرب والحديدة وكل شبر فيه مقاوم فتجد الاصلاحيون كلهم مقاومون نعم الاصلاح ليس المقاومة لكن كل الاصلاحيين مقاومون