ملفات وتقارير

كيف وصلت تركيا إلى الانتخابات المبكرة؟

أوغلو يعلن فشل مساعي تشكيل ائتلاف حكومي ـ الأناضول
أوغلو يعلن فشل مساعي تشكيل ائتلاف حكومي ـ الأناضول
من هنا بدأت القصة؛ حيث خسر حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا الأغلبية المطلقة في البرلمان  في الانتخابات التي جرت الأحد 7 حزيران/يونيو، وعدها "الشامتون" بالحزب "لطمة قوية لطموح الرئيس رجب طيب أردوغان".

النتائج كان من شأنها تغيير الخريطة السياسية وموازين القوى، الأمر الذي سيصعب على أردوغان المهمة بتغيير الدستور وتحويل النظام السياسي إلى نظام رئاسي، من شأنه أن يعطي صلاحيات أكبر للرئيس.

وبحسب النتائج المعلنة فقد فاز حزب العدالة والتنمية الحاكم بـ41 في المائة من الأصوات ما يعني حصوله على 259 مقعدا في البرلمان، بينما حصل حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي في البلاد على 25 في المائة من الأصوات وهو ما يضمن له 131 مقعدا.

وجاءت الحركة القومية في المركز الثالث بتحقيق 16 في المائة والحصول على 80 مقعدا.

في حين نال حزب الشعوب الديمقراطي( غالبية أعضائه من الأكراد) 13.12%  من الأصوات أهلّته للفوز بـ 80 مقعدا من مقاعد البرلمان.

وقف أحمد داود أوغلو وأعلن أن حزب العدالة والتنمية هو الفائز الواضح في أي انتخابات برلمانية، متعهدا باتخاذ كل الإجراءات الضرورية لمنع أي ضرر يلحق بالاستقرار السياسي للبلاد.

وأضاف داود أوغلو لجماهير الحزب من شرفة مقر حزب العدالة والتنمية في أنقرة، أنه "يجب على الجميع أن يفهم ان حزب العدالة والتنمية هو الفائز وأنه زعيم هذه الانتخابات.. يجب ألا يحاول أحد بناء انتصار من انتخابات خسرها".

تكليف أوغلو بتشكيل الحكومة

في التاسع من تموز/ يوليو كلف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء المنتهية ولايته أحمد داود أوغلو بتشكيل حكومة جديدة بعد شهر من الانتخابات التي خسر فيها حزبه العدالة والتنمية الأغلبية المطلقة التي حظي بها طيلة 13 عاما.

لم يكن قرار أردوغان الذي أعلن في ختام لقاء استمر ساعة مع داود أوغلو، مفاجئا لكن أحزاب المعارضة كانت تضغط للمطالبة بذلك منذ عدة أيام.

هذه النتيجة أدخلت تركيا في مرحة الحكومات الائتلافية من جديد، وهي التجربة التي لم تنجح أبدا هناك.

وحسب الدستور التركي فقد كلف رئيس الجمهورية رئيس الحزب الذي نال أكثر المقاعد – الحرية والعدالة- بتشكيل الحكومة.

هذا يعني أن على "الحرية والعدالة" البدء بمشاورات لتشكيل حكومة ائتلافية. 

بدء مارثون مفاوضات الحكومة الائتلافية

في العاشر من تموز/ يوليو أعلن أوغلو الجمعة انه سيبدأ المشاورات مع أحزاب المعارضة الثلاثة لتشكيل حكومة ائتلافية وذلك بعد شهر من الانتخابات التي فاز فيها حزبه لكن بدون تحقيق الغالبية في البرلمان.

وأوضح داود أوغلو أمام صحافيين أنه يعتزم الاجتماع أولا مع حزب الشعب الجمهوري (اشتراكي ديموقراطي) ثم مع حزب العمل القومي (يميني) وأخيرا مع حزب الشعب الديموقراطي، الأربعاء ولو ان هذا الأخير استبعد التحالف مع حزب العدالة والتنمية.

وفشلت المفاوضات التي أجراها رئيس الوزراء المكلف، رئيس حزب العدالة والتنمية، أحمد داود أوغلو، مع رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال قليجدار أوغلو، وزعيم حزب الحركة القومية، "دولت باهجة لي"، بهدف تشكيل حكومة ائتلافية.

وفي 14 تموز/ يوليو قال رئيس حزب "الحركة القومية" التركي، "دولت باهجه لي"، إن احتمال تشكيل حكومة اتئلافية ضمن التركيبة السياسية الحالية في تركيا، تضاءل بشكل كبير، ما يعني أن تركيا تتجه نحو انتخابات مبكرة.

وقال بيان صدر عن باهجه لي، إن حزب العدالة والتنمية لم يوافق على الشروط التي طرحها حزب "الحركة القومية" للمشاركة في حكومة ائتلافية، وبالتالي لم تتكون الأرضية اللازمة لتشكيل حكومة ائتلافية بين الحزبين.

كما أعلن أوغلو في 15 تموز/يوليو أن تشكيل ائتلاف حكومي مع الحزب المناصر للأكراد ليس مطروحا، وذلك غداة رفض القوميين مثل هذا المشروع، بعد لقائه رئيس الحزب صلاح الدين دميرطاش.

الشعب الجمهوري يرفض

لم تجد المفاوضات نفعا مع حزب الشعب الجمهوري منذ 14 تموز/يوليو، وبعد ما يزيد على الشهر في 17 آب/ أغسطس نفى نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض التركي، خلوق كوج، نية حزبه المشاركة في حكومة انتخابية (مؤقتة لغاية تنظيم انتخابات مبكرة)، عقب فشل مفاوضات تشكيل حكومة إئتلافية. وأكد كوج، في مؤتمر صحفي "استعداد حزبه لتحمل مسؤولية تشكيل حكومة في البلاد"، مشيراً "أن الحزب مصمم على خلق حلول لمنع التضحية بتركيا في سبيل السلطة".

يوم دام في تركيا لقلب الأوراق

لم تسر العملية السياسية المتعثرة لتشكيل حكومة ائتلافية لوحدها، بل سعت أطراف غير معلومة لقلب الطاولة على الرئيس التركي أردوغان وحكومته، وتم تنفيد عملية انتحارية قتل 31 شخصاً وأصيب أكثر من 100 آخرين في انفجار نفذه انتحاري، ظهر الاثنين، وسط متظاهرين يساريين في قضاء "سوروج"  بولاية "شانلي أورفة" جنوبي تركيا، في عملية تحمل بصمات تنظيم الدولة.

ووقع الانفجار في حديقة مركز أمارا الثقافي في بلدة سوروج الواقعة على بعد 10 كيلومترات من مدينة عين العرب كوباني السورية الواقعة قرب الحدود التركية، والتي شهدت معارك عنيفة طرد على أثرها المقاتلون الأكراد مسلحي تنظيم الدولة.

أردوغان ينهي عملية السلام مع الأكراد ويتوعد

28 تموز/يوليو يعلن أردوغان انتهاء عملية السلام مع الأكراد، ويعلن الحرب على حزب العمال الكردستاني وداعش.

وقال أردوغان في تعليقه على مكافحة الإرهاب "عليكم أن تعلموا أنّ الدولة التركية كجسم واحد مصممة على تخطي هذه المحنة عاجلًا أم آجلًا". وفي كلمة ألقاها بولاية ريزا شمالي البلاد، أوضح أردوغان أنه لا مجال للتراخي بشأن مكافحة الإرهاب، مؤكدًا "سنخاطبهم باللغة التي يفهمون بها، وسنمضي قدمًا حتى القضاء على الإرهاب".

تركيا تقصف مواقع لحزب العمال الكردستاني وتنظيم الدولة


وقبل تصريحات أردوغان بيوم شنت مقاتلات تركية، غارات على مواقع لحزب العمال الكردستاني، في شمال العراق، ترافقت مع قصف من المدفعية التركية أيضا، بحسب ما أفاد به متحدث باسم الحزب، فيما قصفت المدفعية التركية ثلاثة أهداف تابعة لتنظيم الدولة في سوريا.

ولحزب العمال المحظور في تركيا، معسكرات تدريب ومواقع عدة في دهوك، إحدى المحافظات الثلاث لإقليم كردستان في شمال العراق.

دمرداش يتهم أردوغان بجر تركيا للحرب انتقاما من مكاسب الأكراد

اتهم صلاح الدين دمرداش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد الرئيس رجب طيب أردوغان بشن ضربات جوية في سوريا والعراق للتصدي للمكاسب التي حققها الأكراد على الأرض وعلى المستوى السياسي وباستغلال الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية كواجهة.

وشنت تركيا غارات جوية متزامنة تقريبا على معسكرات حزب العمال الكردستاني في شمال العراق ومقاتلي الدولة الإسلامية في سوريا يوم الجمعة الماضي فيما وصفه رئيس الوزراء التركي أحمد داود اوغلو بأنه "حرب منسقة على الإرهاب."

أوغلو يلقي الكرة في ملعب أردوغان 

وفي 17 آب/ أغسطس تخلى أوغلو رسميا عن فشل مساعي تشكيل ائتلاف تمهيدا لانتخابات مبكرة، والتقى رئيس الوزراء التركي احمد داود أوغلو رئيس البلاد رجب طيب أردوغان وأبلغه رسميا بانه لا يستطيع تشكيل ائتلاف حكومي، في خطوة ستمهد لإجراء انتخابات جديدة بعد اشهر قليلة من انتخابات حزيران/يونيو التشريعية. 

وأعلنت الرئاسة التركية في بيان لها أن رئيس الوزراء أعاد مهمة تشكيل الحكومة إلى أردوغان بعدما كان كلفه في التاسع من تموز/يوليو التفاوض مع أحزاب المعارضة لتأليف هذه الحكومة.

وقالت الرئاسة مساء الثلاثاء إن "رئيس الوزراء أبلغ الرئيس أردوغان أنه رغم كل جهوده لم يتمكن من تشكيل حكومة تستطيع حيازة الثقة، وقد شكر الرئيس أردوغان لرئيس الوزراء جهوده".

وطبقا للدستور سيتمكن حزب العدالة والتنمية من مواصلة العمل كحكومة أقلية إلى حين إجراء الانتخابات إذا صوتت غالبية في البرلمان لصالح إجراء انتخابات جديدة. 

أما إذا استخدم أردوغان حقه في الإعلان عن إجراء انتخابات مبكرة بنفسه، فإنه سيتم تشكيل ما يعرف ب"حكومة انتخابات" حتى إجراء الانتخابات بحيث تضم الأحزاب الأربعة الممثلة في البرلمان. 

كل الطرق تؤدي إلى صناديق الاقتراع

وكتب عبد القادر سيلفي الموالي لحزب العدالة والتنمية في صحيفة يني سافاك اليومية "الآن جميع الطرق تؤدي إلى صناديق الاقتراع". أردوغان يعلن إجراء الانتخابات المبكرة أول نوفمبر.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الجمعة (21 أغسطس آب) إجراء الانتخابات المبكرة أول نوفمبر تشرين الثاني وقال إنه سيتم تشكيل حكومة مؤقتة من أعضاء من داخل البرلمان وخارجه إذا لزم الأمر.

وقال مسؤولون كبار إن أردوغان سيطلب من رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو في مطلع الأسبوع تشكيل حكومة اقتسام سلطة مؤقتة بعد محاولات استمرت لأسابيع لتشكيل حكومة ائتلافية مع المعارضة والتي فشلت قبل انقضاء المهلة المحددة لذلك في 23 آب/ أغسطس.

الانتخابات المبكرة والحكومات المؤقتة في الدستور:

يفوض الدستور رئيس الجمهورية- لكنه لا يلزمه - بالدعوة لإجراء انتخابات مبكرة إذا لم يتسن تشكيل حكومة خلال 45 يوما بعد انتخاب رئيس البرلمان الجديد. تنقضي هذه المهلة يوم الأحد 23 أغسطس آب.

وحتى يتشكل برلمان جديد يحتفظ البرلمان الحالي بسلطاته.

وإذا تمت الدعوة إلى انتخابات جديدة يعين الرئيس رئيسا جديدا للوزراء وتُمثل الأحزاب في "حكومة انتخابات" مؤقتة بحسب نسبة المقاعد التي تشغلها في البرلمان.

ويتعين منح حقائب العدل والداخلية والنقل إلى "مرشحين مستقلين" من داخل أو خارج البرلمان. وينطبق الأمر ذاته على أي مناصب ترفضها الأحزاب السياسية.

وينبغي تشكيل الحكومة المؤقتة خلال خمسة أيام من نشر قرار إجراء انتخابات جديدة في الجريدة الرسمية. وتمارس مهامها حتى ينعقد البرلمان الجديد بعد الانتخابات.
التعليقات (0)