ملفات وتقارير

"الوفاق" الليبية تتجه لتكليف أحد ضباط القذافي برئاسة الأركان

مصدر عسكري: اللواء عون هو أحد أقوى المرشحين فعليا كرئيس للأركان العامة- أ ف ب
تتجه حكومة الوفاق الوطني الليبية إلى تكليف عضو حركة "الضباط الوحدويين" والمشارك في انقلاب القذافي 69، اللواء ركن أحمد عون، رئيسا للأركان العامة للجيش الليبي.

وأكدت المعلومات أن عون وصل إلى العاصمة الليبية طرابلس مطلع الأسبوع الجاري، وأنه التقى بأعضاء في المجلس الرئاسي الليبي.

انقسام

وأكد مصدر عسكري رفيع ومقرب من حكومة الوفاق في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "اللواء عون هو أحد أقوى المرشحين فعليا كرئيس للأركان العامة، وأنه تم طرح اسمه على العسكريين وخاصة في الغرب الليبي".

وأوضح المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه لأسباب عسكرية، أن "هناك حالة انقسام في الغرب الليبي حول اللواء عون وحول غيره من الأسماء المرشحة، كون بعض العسكريين يرون أن القادة يجب أن يكونوا من المشاركين في الثورة الليبية، فكيف تضع على رأس الهرم العسكري أحد رفقاء معمر القذافي؟".

وأثار هذا التوجه من قبل الحكومة ورد الفعل المتوقع حوله من ضباط الغرب الليبي، عدة تساؤلات من قبيل: هل ستقبل المجموعات المسلحة المشاركة في ثورة ليبيا بهذا اللواء؟ وماذا عن موقف اللواء خليفة حفتر من ذلك؟ وهل سيتسبب القرار في الهجوم على حكومة الوفاق؟

"حفتر سيرفض"

من جهته، رأى الكاتب والناشط الليبي، مختار كعبار، أن "حفتر لن يقبل بهذا التعيين لأنه يرى نفسه هو القائد الأعلى للقوات المسلحة ومن له الحق في التعيينات العسكرية، كما أن لديه رئيس أركان خاص بقواته".

وأضاف لـ"عربي21": "أما في المنطقة الغربية، فلا أعتقد أن تعيين عون سيكون مقبول أيضا لأن كثيرا من الضباط يرون أنهم أكثر أهلية منه بحكم أنهم لازالوا في العمل وأنهم شاركوا في الثورة".

وتابع: "هذا اللواء محسوب على فلول النظام السابق وتعيينه قد يكون ترضية من قبل السراج لبعض عناصر النظام السابق حتى يحتويهم ويحاول قطع خط حفتر الذي يتعاون مع أتباع النظام السابق".

"شخصية جدلية"

وقال عضو المجلس الانتقالي الليبي السابق، أحمد الدايخ، إن "تكليف أحمد عون رئيسا للأركان يعد مؤشرا خطيرا في عملية الانتقال نحو المدنية المنشودة والتي يطمح لها الشعب الليبي، كونه شخصية جدلية سيزيد تعيينه الصدع في المؤسسة العسكرية".

وأوضح الدايخ أن "الجدل سيتأتى كون عون أحد العسكريين المنقلبين على الشرعية الدستورية في عام 1969، وأنه كان آمرا لقاعدة "وادي الدوم" (أكبر قاعدة عسكرية عام 1987م أثناء حرب تشاد)، والتي خسرها الليبيون في أقل من 50 دقيقة من هجوم التشاديين".

وحول توقعاته برد فعل حفتر على هذا التكليف حال تأكده، قال لـ"عربي21": "عون وحفتر تجمعهما هزيمة واحدة في تشاد، وبعد انتهاء الحرب تبادل الاثنان اللوم وألقى كل واحد منهما بأسباب الهزيمة على الآخر، ما يؤكد العلاقة بينهما".

منطلق توافقي

لكن الصحفي الليبي من مدينة مصراتة، عبد الله الكبير، أكد من جانبه؛ أن "المجلس الرئاسي ربما يفكر من منطلق توافقي بهذا التكليف، وإذا أقدم على هذه الخطوة فلابد أنه استشار كثيرا قبل إعلانها".

وأضاف أن "موقف الضباط المحسبين على الثورة سيكون حاسما في هذا الاختيار، وبخصوص حفتر فإن طموحه أبعد من أن يصبح وزيرا للدفاع، وسيكون للرفض أقرب مثلما رفض تكليفات السراج لأمراء بعض المناطق العسكرية إلا إذا كانت هناك ترتيبات سرية تمنح حفتر صلاحيات واسعة على الجيش"، كما قال لـ"عربي21".

واللواء أحمد عون من أوائل الضباط الذين انضموا إلى القذافي في أيلول/ سبتمبر 69 خلال انقلابه على الملك إدريس السنوسي، وظهر اسمه من جديد عندما رافق وفد حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج إلى موسكو في آذار/ مارس الماضي، نظرا إلى ما يُعرف عنه من علاقاته الجيدة بالروس.