سياسة عربية

"حلايب" تُعيد الجدل حول جدوى اتفاقات الخرطوم والقاهرة

اقتصاديون: التوتر السياسي بين مصر والسودان يؤثر قطعا على الملفات الاقتصادية بين البلدين- الأناضول

أعادت التوترات بين الخرطوم والقاهرة حول مثلث "حلايب" الحدودي المتنازع عليه بين البلدين، جدلا حول تأثيرات مثل هذه المطبات على علاقات البلدين الأخرى، وأثار تساؤلات بشأن جدوى جملة من الاتفاقيات المبرمة بينهما.


وتشهد علاقة البلدين هذه الأيام تصعيدا بعد احتجاج سوداني رسمي على إعلان وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية طرح أول مزايدة عالمية للبحث والتنقيب عن النفط والغاز، في 10 قطاعات بالبحر الأحمر، بينها ما يقع ضمن حدود حلايب السودانية. 


 وقال الباحث في الشؤون الاقتصادية عمر محجوب الحسين لـ"عربي21" إن التوتر السياسي بين القاهرة والخرطوم يؤثر قطعا على الملفات الاقتصادية والعلاقات الدبلوماسية بين البلدين.


ويعتقد الحسين أن الجانب السوداني يشعر بالإحباط من مستوى النظرة المصرية إلى السودان والتي تظهر في لغة الخطاب الإعلامي المصري الذي يعتبر إعلاماً حكوميا بامتياز.


ويستبعد تحولا إيجابيا نحو تعاون صادق لدى الطرف السوداني مع عدم تكافؤ في مستوى التنفيذ للاتفاقيات والاستفادة منها، وطالما بقيت أهمية وضرورة التكامل للطرفين في العقلية السودانية وأهميته لطرف واحد لدى الفعل المسيطر في الحكومة المصرية.

 

اقرأ ايضا: "حلايب" تُهدد بنسف التقارب السوداني ـ المصري

في المقابل، ترى الصحفية المصرية المتخصصة في تغطية الشأن السوداني صباح موسى لـ"عربي21" أن الاتفاقيات الاقتصادية والمعابر وأي اتفاقيات نتجت عن اللجنة العليا المشتركة بين البلدين بتنفيذ مشروعات استراتيجية في الربط الكهربائي لن تتأثر بما يجري من خلاف حالي بشأن مثلث حلايب.


وتقول موسى إن الإرادة السياسية لدى الرئيسان "البشير" و"السيسي" تشكل قوة دفع كبيرة لتحقيق ما يتم الاتفاق عليه، بينما يظل ملف حلايب محل خلاف بين البلدين سيطل برأسه على العلاقات وتطورها من آن إلى آخر.


وتضيف: "لكن اتفاق الطرفين مؤخرا بإبعاده عن المصالح سيجعل البلدين يتجاوزان أي أزمة يسببها في سبيل تحقيق مصالحهما المشتركة، ولذلك تم جعله ملف منفصل تحت مسؤولية الرئيسين والأجهزة السيادية في البلدين وبعده عن التناول الإعلامي بشكل أو بآخر بعد توقيع ميثاق شرف إعلامي بين البلدين نجح فعلا في وقف الحرب والسجال الإعلامي بين مصر والسودان".


وتخلص موسى إلى أن البلدين وصلا في هذه المرحلة إلى حد كبير من التنسيق والتوافق بشكل ربما لم يحدث من قبل، وذلك نتيجة للتفاهم الكبير الذي حدث بين البشير والسيسي وظهر بشكل أكثر وضوحا في أن مصر لم تتحمس لبديل للنظام الحالي في السودان بعد أن وصلت معه إلى درجة عالية من التنسيق وتطابق الرؤى.

 

اقرأ أيضا: توتر بين مصر والسودان والأخير يستدعي سفير القاهرة

وقال الخبير الاقتصادي هيثم فتحي  في حديثه مع "عربي21" إن حجم التبادل التجاري بين البلدين يصل إلى نحو مليار دولار، ويميل لصالح مصر نتيجة ارتفاع صادرات الصناعات الغذائية ومواد البناء والمنسوجات، بينما تستورد مصر حيوانات حية وسمسم، ويمثل نحو 4 أو 5% من حجم التجارة التي تجمع بين مصر والعالم، ويصب في صالح مصر بقيمة 3 .5 مليارات دولار  تقريبا خلال الـ7 سنوات الماضية.


وأوضح أن الفرق كبير بين تداول السلع بين البلدين، فيما سجلت الاستثمارات المصرية في السودان نمواً كبيراً خلال السنوات الأخيرة بفضل الحضور القوي للقطاع الخاص المصري في السودان، بحسب تعبيره.