ملفات وتقارير

الرياض تلزم الصمت تجاه تحركات حفتر نحو طرابلس.. هل تورطت؟

قوات حفتر أعلنت توجهها نحو طرابلس للسيطرة عليها- تويتر

تساءل عدد من الناشطين والمراقبين للأحداث الأخيرة في ليبيا، وتحديدا بعد هجوم اللواء الليبي، خليفة حفتر على العاصمة "طرابلس"، عن دور لدولة السعودية في دعم الأخير في معاركه، سواء سياسيا أو عسكريا أو عبر حلفائها الدوليين، خاصة بعد زيارة "حفتر" لها، وعدم تعليقها على الأحداث حتى الآن.

وأكد وزير الداخلية بحكومة الوفاق الليبية، فتحي باشاغا أن "حكومة دولة عربية أعطت الضوء الأخضر لحفتر حتى يهاجم طرابلس، وأن أجهزتهم الاستخباراتية تبحث الآن في الأمر، وأن هذه الدولة دخلت على خط الأزمة الليبية حديثا، لكنه فجأة تحدث عن السعودية".

وأضاف: "نحن نتألم كثيرا عندما يكون هناك أي عمليات إرهابية في السعودي"، لكن ربما يكون هناك بعض اعتقادات خاطئة لدى بعض الأفراد، وأؤكد لهم أن ليبيا دولة تختلف عن الدول الأخرى وأن شعبها متجانس، ونتمنى من الدول الإقليمية التدخل الإيجابي وليس السلبي"، كما صرح لقناة "الحرة" الأمريكية.

وإجابة على تساؤلات حول دور سعودي في أحداث ليبيا وطبيعة هذا الدور، قال الباحث السياسي من الغرب الليبي، علي أبو زيد إنه "لا يمكن استبعاد تورط السعودية في تحركات حفتر الأخيرة خاصة في التمويل والتسليح، وهي على أقل تقدير على علم بهذه التحركات، وأعتقد أن الإمارات ستورطها في محاولة حماية حفتر من أي عقوبات محتملة، وهذا ما سينجلي إذا صعد الموقف ضد الأخير"، كما صرح لـ"عربي21".

أما الناشط السياسي الليبي، محمد خليل فرأى أن "هناك عدة مؤشرات تشير لتورط سعودي كبير خاصة أنها آخر دولة زارها حفتر قبل إعلان المعارك، وكذلك الدعم الإعلامي الكبير من قناة العربية السعودية لتحركات حفتر، وكأنها قناة ناطقة باسمه".

وتابع لــ"عربي21": "وأخيرا عدم تعليق السعودية على التطورات الأخيرة أسوة بباقي الدول يضع علامات استفهام أخرى حول دورها في أزمات ليبيا"، كما أشار.

المداخلة


وأشار الباحث السوداني المهتم بالملف الليبي، عباس محمد صالح إلى أن "الرياض تراهن على حفتر وتوفر له أشكالا من الدعم وتعتبره البديل الأفضل لمستقبل ليبيا، لكن الدبلوماسية السعودية التقليدية ظلت تاريخيا تتسم بالحذر والبطء والتحفظ، فمن الطبيعي أن تلتزم الصمت كون المؤشرات في ليبيا سلبية حتى الآن".

 

اقرأ أيضا: هذه القوات المشاركة في صد هجوم قوات حفتر على طرابلس

وأوضح أن "هناك سبب آخر لغياب موقف واضح للرياض وهو أنها لا تزال مجرد تابع لأبوظبي رغم نفوذها على الأرض ممثلة في روافد تيار حفتر من السلفيين المداخلة".

واستدرك قائلا لـ"عربي21": "لكن لولا ضوء أخضر من رعاته في الخليج لم يكن حفتر ليجرؤ على مجرد التفكير في مهاجمة العاصمة، وستظل الرياض تدعم الأخير ومشروعه بكافة السبل، لأن خسارته خسارة لها ونكسة لسياساتها الإقليمية المعادية للربيع العربي"، حسب تقديراته.

منشغلة بالداخل

لكن المحلل السياسي الليبي، خالد الغول قال من جانبه؛ إن "السعودية لم تعلق على أحداث طرابلس ربما للتركيز على شأنها الداخلي والابتعاد عن أنظار المجتمع الدولي والإعلام الغربي خصوصا بعد الضغط الذي حدث بعد جريمة خاشقجي، والناشطات السعوديات المسجونات، لكنه لم يستبعد مباركة منها ودعم مالي لحفتر"، حسبما صرح لـ"عربي21".

وقالت الناشطة من الشرق الليبي، هدى الكوافي إن "غياب أي تصريح من الدبلوماسية السعودية حتى لو مجرد إدانة أو قلق يشير إلى مصداقية تصريحات وزير الداخلية (باشاغا) عن دولة عربية وتورطها في دعم عمليات الهجوم على العاصمة"، حسب كلامها.

وأضافت لـ"عربي21": "غريب على دولة الحرمين حتى استنكار الاقتتال بين إخوة مسلمين، لكن يبدو أنها مع دول أخرى يريدون خلق ساحة للحرب في ليبيا بعد هزيمتهم في اليمن والتي قالوا إنها ستنتهي خلال أشهر وهي مستمرة حتى الآن وأمام أعين المجتمع الدولي".

تبادل أدوار


وأشارت الصحفية التونسية المهتمة بالملف الليبي بقناة "الجزيرة"، وديان عبدالوهاب إلى أن زيارة حفتر الأخيرة للسعودية وترتيب لقاءات على أعلى مستوى رغم أنه لا يحمل أي صفة رسمية ولا يوجد أي تنسيق معلن مع البرلمان أو حكومة الوفاق بخصوص الزيارة، يثير تساؤلات عن دور سعودي في إشعال الحرب".


اقرأ أيضا: نيويورك تايمز: الجنرال حفتر يقامر بطرابلس ويوحد أعداءه ضده

وقالت في تصريحات لـ"عربي21" إن "هناك تبادل للأدوار بين الإمارات والسعودية، فما لا تقوم به الأولى في العلن تنفذه المملكة، خاصة أن الشارع الليبي يستسيغ ذكر دولة الإمارات، في حين تحظى السعودية بقبول لدى بعضهم وخاصة أتباع التيار المدخلي وأغلبهم موالون لحفتر"، كما قالت.