صحافة دولية

غرينبلات يوجه رسالة لحماس ويحملها مسؤولية الوضع في غزة

غرينبلات: حركة حماس تركت قطاع غزة في حالة يرثى لها- عربي21

كتب مساعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومبعوثه للمحادثات الدولية غيسون غرينبلات، مقالا في صحيفة "نيويورك تايمز"، هاجم فيه حركة حماس التي تحكم غزة.

 

ويقول غرينبلات في مقاله، الذي جاء تحت عنوان "هل أنت مهتم بغزة؟ اتهم حماس"، إن "العالم يريد المساعدة، لكن الإرهابيين يمنعون من يريد تقديمها". 

 

ويشير الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن "حركة حماس تركت قطاع غزة في حالة يرثى لها، والحياة هناك صعبة وحزينة وغير طبيعية، وفقط البنايات التي تتوفر فيها المولدات لديها تيار كهربائي متواصل". 

 

ويلفت غرينبلات إلى أن "نقص الطاقة الكهربائية يؤثر على كل شيء، من الحفاظ على المياه الصالحة للشرب، إلى معالجة المياه الصحية، ولو مرض شخص ففي الغالب ما يجد أطباء محترفين لكنهم لا يستطيعون مساعدته بسبب غياب الأجهزة الطبية والدواء، ولا يستطيع الناس رغم موهبتهم ودرجاتهم العلمية العثور على فرصة عمل، أما رفوف المحلات فهي فارغة، وشاطئ البحر، الذي يمتلئ في مناطق أخرى على البحر المتوسط بالمنتجعات السياحية، تنتشر عليه في غزة بقايا المياه العادمة وبقايا الحروب السابقة". 

 

ويقول الكاتب إن "ثمن الحرب واضح في ملامح الحياة كلها في غزة، ولو سألت أي شخص في غزة عن المسؤول، فإن الجواب سيكون متشابها: إسرائيل".

 

ويتساءل غرينبلات بدهشة: هل هذا صحيح؟ ويجيب قائلا إن العرب داخل إسرائيل يعيشون حياة طبيعية ومزدهرة، ويزعم قائلا: "في الحقيقة يعيش المواطنون العرب في إسرائيل بحرية مقارنة مع بقية الدول الأخرى في المنطقة، أما الفلسطينيون في الضفة الغربية فيتقدمون بشكل عام في مدن ومجتمعات مستقرة، ويجد العمال المتعلمون فرص عمل، إن هناك فرصا أخرى لتحسين الحياة، وحاولت إدارة ترامب مساعدة الفلسطينيين، لكن السلطة الوطنية وقفت أمام جهودها". 

 

ويمضي غرينبلات في مزاعمه قائلا إن "التجارة مع إسرائيل والخارج تقدم وظائف وإمكانيات، أما البنى التحتية فقد تحسنت، وتتوفر الطاقة الكهربائية 24 ساعة في اليوم للتجمعات السكانية في الضفة كلها". 

 

ويتساءل المبعوث الأمريكي قائلا: "لماذا تقدم الآخرون وغرقت غزة أكثر في اليأس والدمار؟"، والجواب عند غرينبلات هو "بسبب حركة حماس، الحاكم الفعلي لغزة التي تبنت خيارات، وتؤمن حركة حماس بالعنف وتدمير إسرائيل وسيلة لتحسين حياة الفلسطينيين، وقاد هذا (الدفاع) عن الفلسطينيين للمشكلة التي نواجها اليوم: اقتصاد هالك، وقتلى بالمئات في العنف كل عام، ومنطقة بأعلى معدلات البطالة في العالم، ويجب لوم حركة حماس على الوضع القائم في غزة".

 

ويزعم غرينبلات أن "دول العالم حاولت مساعدة أهالي غزة وبشكل متكرر منذ عام 2007، عندما سيطرت الحركة بالعنف على السلطة من الحكومة التي تقودها السلطة الوطنية بزعامة محمود عباس، وعرضت الدول المانحة إصلاح البنى التحتية والاقتصاد، لكن جهودها تتوقف في كل مرة تقوم بها حركة حماس أو أي جماعة إرهابية بإطلاق الصواريخ على إسرائيل".

 

وينوه المبعوث الأمريكي إلى أن حركة حماس حرضت على ثلاث حروب منذ عام 2007، وفي كل حرب كانت البنية التحتية تتعرض لمزيد من العطب، إن حركة حماس والجماعات الإرهابية الأخرى أطلقت في هذه الحروب آلاف الصواريخ". 

 

ويفيد غرينبلات بأن "إسرائيل تضطر في كل هجوم جديد على المجتمعات الإسرائيلية لتبني قيودا أكثر تشددا على المواد الموردة لغزة، ومنع المواد التي يمكن استخدامها لتوسيع وتقوية ترسانة حركة حماس العسكرية". 

 

ويزعم غرينبلات أن المجتمع الدولي تبرع بالأموال لبناء البيوت، إلا أن حركة حماس حولت هذه الإمدادات للبنى التحتية للحرب، بدلا من المدارس أو المستشفيات، قائلا إن "الأمثلة كثيرة، فالإسمنت المفترض استخدامه لبناء المدارس والمستشفيات جرى تحويله لبناء وتقوية الأنفاق على الحدود بين غزة وإسرائيل، التي تستخدمها الجماعات الإرهابية لشن الهجمات، وعندما لا يتوفر الإسمنت يتم استخدام الألواح الخشبية عوضا عن ذلك، وتم استخدام الأنابيب لتصنيع الصواريخ، بدلا من تحسين أنظمة توزيع المياه، وتم تحويل المواد الكيماوية لتنظيف المياه إلى صناعة الوقود للصواريخ، أما الأقطاب الكهربائية للصواريخ فقد تم تهريبها في حاويات الزبدة، وأخفيت في شحنات البلاط والرخام".

 

ويقول المسؤول الأمريكي إن "إسرائيل كشفت في كل مرة محاولات حركة حماس الشائنة، وكان عليها أن تقوم بالتكيف ومنع الإرهابيين من استخدام المواد أدوات في الحرب، وفي كل خطوة أمنية تتخذها إسرائيل فإنها تؤدي إلى منع التعاملات التجارية القانونية". 

 

ويشير غرينبلات إلى أن "سكان غزة قاموا في الفترة الأخيرة بالتظاهر ضد حكامهم من حركة حماس، فالسكان الذين يعيشون في ظل هذه الظروف التي لا تحتمل باتوا يحملون حركة حماس المسؤولية وفشلها في توفير الخدمات والفرص". 

 

ويقول المبعوث الأمريكي إن "ماركة حركة حماس للكراهية والعنف قادت السكان للمعاناة الشديدة، وعندما عبر المتظاهرون عن عدم رضاهم من طريقة حكم حركة حماس كان الرد الأول منها هو العنف المباشر، من خلال الضرب الشرس والتعذيب ضد شعبها".

 

ويذهب غرينبلات إلى القول إن "حركة حماس دفعت سكان غزة نحو البؤس من أجل البقاء في السلطة، وسيؤدي اعترافها بسجلها الصارخ وتقييمها الواقعي والصادق للواقع لتعبيد الطريق لربط غزة مع العالم الذي يريد المساعدة".

 

ويحلل غرينبلات الولايات المتحدة من المسؤولية، قائلا إن "الوضع لم تتسبب به أمريكا، لكنها حركة حماس، ولا تريد الولايات المتحدة استمرار هذا الوضع، لكننا لا نستطيع إصلاحه". 

 

ويؤكد المسؤول الأمريكي أن "العالم يريد المساعدة مرة ثانية، لكن حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامية وبقية الجماعات الإرهابية التي تعمل من غزة تمنعه".

 

ويختم غرينبلات مقاله بالقول: "نريد أن نكون واقعيين، فسواء استطعنا التوصل لسلام شامل بين إسرائيل والفلسطينيين أم لا، فإن المستقبل في غزة لا يمكن معالجته، ولا يمكن مساعدة أهالي غزة حتى تختفي حركة حماس من المشهد، أو تقوم باتخاذ الخيارات الضرورية للاستقرار والسلام، ولتحقيق السلام والحياة الطبيعية في غزة فإن على حركة حماس والآخرين اتخاذ القرارات الصعبة، بما في ذلك نبذ العنف والاعتراف بإسرائيل، وتخيل ما يحدث لو وضعت حركة حماس سكان غزة أولا، وتخيل لو اختارت حماس السلام".

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)