حقوق وحريات

المغرب.. ليلة فرح طويلة بجرادة بعد العفو عن معتقليها (شاهد)

شهدت مدينة جرادة حركة احتجاجية بعد مصرع عاملين في آبار فحم في 2017 ـ فيسبوك

عاشت مدينة جرادة (شرق) ليلة فرح طويلة، جاب خلالها المئات أغلب شوارعها احتفاء بالمعتقلين المفرج عنهم في العفو الملكي بمناسبة عيد الفطر الذي شمل حوالي 107 من المعتقلين على خلفية الحراكين الاجتماعيين الاجتماعين بالريف وجرادة.


وبحسب وزارة العدل المغربية، فقد أصدر العاهل المغربي الملك محمد السادس، الثلاثاء 4 حزيران/يونيو الجاري، بمناسبة عيد الفطر عفوا ملكيا عن 107 أشخاص اعتقلوا على خلفية حراكين احتجاجيين شمل 60 معتقلا دينوا على خلفية "حراك الريف"، و47 آخرين دينوا في إطار احتجاجات جرادة بين سنتي2016 و2018.

العيد عيدان
لم تنم مدينة جرادة فرحا بالإفراج عن جميع معتقليها، الذين أدانتهم المحاكم بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات الاجتماعية التي عرفتها المدينة في 2018، وأيضا سهرا من أجل انتظار أفواج المعتقلين الموزعين على عدد من السجون المتباعدة بالمنطقة الشرقية.


واختلطت دموع الفرحة بحرية للأبناء والآباء المعتقلين، مع دموع الحسرة على الاعتقال، في أول لحظات اللقاء بين المعتقلين وعائلاتهم وأصدقائهم على مداخل المدينة.

 

اقرأ أيضا: عفو ملكي بالمغرب عن 107 معتقلين من حراك "الريف" و"جرادة"


وأظهرت أشركة الفيديو، انتظام موكب طويل من السيارات يرافق المعتقلين المعفى عنهم، وتحولت شوارع المدينة إلى مسيرة حاشد من السيارات حيث اختلطت الشعارات مع أصوات منبهات السيارات تعبيرا عن الفرحة بالإفراج عن معتقلي المدينة.


وفي مقطع فيديو بث على المواقع الاجتماعية، ارتفعت أصوات المواطنين الذي ملؤوا شوارع المدينة الصغيرة، حتى ساعات الصباح الأولى، وهم يرددون شعار: "إذا الشعب أراد الحياة فلا بد لليل أن ينجلي.. ولا بد للقيد أن ينكسر".


واكتظت شوارع مدينة جرادة، بالمواطنين، احتفاء بوصول المعتقلين المشمولين بالعفو الملكي قادمين من السجن المحلي بوجدة، فيما تناوب على الكلمة نشطاء الحراك المفرج عنهم، حيث اعتبر واحد منهم "هذه ليلة تاريخية لن تنسى.. الفرحة فرحتان، فرحة العيد وفرحة الحرية". بينما رد آخرون شعارات ترحب بحرية المعتقل.


 

نهاية ملف
من جهته أعلن دفاع معتقلي حراك جرادة، عن نهاية الملف، بخروج آخر المعتقلين على خلفية الاحتجاجات التي عرفتها المدينة المنجمية قبل عام ونصف.


وقال عبد الحق بنقادي، محامي المعتقلين في تصريحات للصحافة، أنه بالعفو الذي أصدره الملك الثلاثاء، يكون كل المعتقلين المتبقين على خلفية احتجاجات جرادة قد غادروا أسوار السجن.

 

وأوضح بنقادي، أن المعتقلين، غادروا سجن وجدة، وباقي السجون، وسط حضور أمني كبير، على متن سيارات أجرة كبيرة أخذتهم من السجن مباشرة إلى جرادة.

 

الفرحة أولا
وقالت الناشطة في حراك جرادة، فاطمة الزهراء عامر، "دعونا نفرح بخروج المعتقلين الآن ولنناقش أمر العفو لاحقا..".


وزادت في تدوينة على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "نتفق جميعا على أن المعتقلين على خلفية الحركات الاجتماعية هم أبرياء تمت ملاحقتهم أساسا لإجهاض الاحتجاجات، ونتفق على كونهم يستحقون البراءة والإنصاف والتعويض، لكن الأولوية الملحة كانت ولا تزال هي إنهاء كابوس الاعتقال ومعه معاناة الأمهات والزوجات".

 

اقرأ أيضا: توزيع 60 سنة سجنا على 18 شخصا من نشطاء "حراك جرادة" بالمغرب


من جهته، هنأ الحقوقي اليساري، خالد البكاري، جميع المعتقلين بالإفراج عنهم، قائلا، "مبروك لكل معتقلي الحراك الشعبي الذين عانقوا الحرية ولعائلاتهم".

 


 

وتابع في تدوينة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "يجب أن نستمر في النضال من أجل مغرب خال من الاعتقال السياسي، لنحاول ان نتفادى النقاشات المغلوطة سواء التي تبخس من فرحة عائلات بعودة أبنائها، أو التي تنسى أن هناك معتقلين أبرياء يجب مضاعفة الجهود ليعانقوا حريتهم. ولنكن واقعيين لا وقوعيين، وبتفاؤل الإرادة سننتصر على تشاؤم الواقع"

في ذات الاتجاه سار القيادي في جماعة العدل والإحسان، حسن بناجح، مقدما قراءة فيما سماه "بالإفراج المنقوص".


وقال حسن بناجح، في تدوينة على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "هنيئا للمفرج عنهم من معتقلي حراكي الحسيمة وجرادة، هنيئا لكل المعتقلين الاعتراف الرسمي بمظلوميتهم وبالطابع السياسي للملف رغم التلكؤ في الإفراج عن كل المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي، وهو ما يؤشر على سوء النية الرسمية وغياب الإرادة لطي ملف الاعتقال السياسي".


وأضاف "كل الالتواء والمناورة لن يضلل عن مطلب الإفراج الكامل غير المشروط عن كافة المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي، فالإفراج حق وليس منة، ولا اكتمال للفرح إلا بمعالجة الأسباب التي من أجلها جرت الاعتقالات".


 

وزاد "الإفراج المنقوص يؤكد تبني المخزن للتعذيب الممنهج: تعذيب بالاعتقال التعسفي، وتعذيب بالملفات الملفقة، وتعذيب بتوظيف القضاء للانتقام من المعتقلين، وتعذيب بالظروف السيئة للسجون، وتعذيب للأسر، وتعذيب بالتلاعب بالمشاعر عند كل مناسبة دينية أو وطنية بترويج شائعات الإفراج، ثم تعذيب بتقطير الإفراج".                                                                                                                                                                               

وأفاد "الاعتقال السياسي في حقيقته مشكلة من يأمر به ومن ينفذه ومن يبرره، كما أن كيفية إنهائه أيضا مشكلة مخصوصة ومحصورة في المسؤولين عنه".


وخلص "مهما كان غطاء الإفراج عن المعتقل السياسي فهو لن يسقط حق محاسبة من تسبب في مظلمة ومعاناة المعتقلين وذويهم ومن أدخل البلد في الأزمة تعطل التنمية".


وشهدت مدينة جرادة هي الأخرى حركة احتجاجية بعد مصرع عاملين في آبار فحم مجهورة نهاية 2017. وطالبت احتجاجات استمرت حتى ربيع 2018 ببدائل اقتصادية لصالح سكان المدينة المنجمية سابقا، تحول دون اضطرارهم إلى المخاطرة بحياتهم في مناجم غير قانونيّة.