صحافة إسرائيلية

تحذيرات إسرائيلية من "خطر الطائرات" المسيرة ودعوات لمواجهتها

كشفت إيران مطلع شهر أيلول/ سبتمبر الحالي عن طائرة دون طيار باسم "كيان"- جيتي

استذكر تقرير "إسرائيل رائدة صناعة الطائرات المسيرة.. في مواجهة ما صنعت يداها" تصريحات الكولونيل احتياط في الجيش الإسرائيلي ميكي سيغال، بأن "إيران تستخدم تكنولوجيا الطائرات المسيرة في اليمن كتدريب لشن هجمات مستقبلية على إسرائيل".

ونوه أن تصريحات سيغال، الذي ترأس فرع الأبحاث حول إيران في شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) والباحث في "مركز القدس للشؤون العامة" (JCPA) للإذاعة العبرية، عقب استهداف جماعة "الحوثي" بطائرة دون طيار منتصف كانون ثاني/يناير الماضي لعرض عسكري في قاعدة العند الجوية جنوب البلاد، وأدى إلى مقتل رئيس الاستخبارات العسكرية في القوات اليمنية الموالية للحكومة محمد صالح طماح.

وكان سيغال حذر من أن إيران قد تنقل هذه التكنولوجيا إلى حزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة، وقد تلجأ أيضا إلى تطوير قوارب مفخخة مبرمجة مسبقا عبر نظام تحديد المواقع العالمي "GPS" لاستهداف مواقع بحرية مثل منصات النفط والشواطئ "الإسرائيلية".

وفي إطار تنامي خطر الطائرات المسيرة، استعرض التقرير الهجمات التي نفذتها هذه التقنية في منطقة الشرق الأوسط خلال الآونة الأخير، سواء شنتها "إسرائيل" ضد أهداف لإيران في سوريا وحزب الله في لبنان، مرورا باستخدامها من قبل منظمات فلسطينية مؤخرا ضد أهداف إسرائيلية، وصولا إلى هجمات جماعة الحوثي التي اعتمدت عليها في استهداف الأراضي السعودية، كان آخرها الهجمات على منشآت أرامكو النفطية.

 

اقرأ أيضا: طائرة مجهولة تستهدف موقعا للحشد الشعبي غرب العراق

وسلط الضوء لما اعتبره مركز أبحاث إسرائيلي "إمكانية استخدام إيران الطائرات دون طيار لاستهداف إسرائيل، مشيرا إلى أن إيران قد تستخدم الهجمات الحوثية ضد السعودية والإمارات، كتدريب ربما لاستهداف إسرائيل".

وتناول التقرير ما تبديه الصحافة العبرية والمحللون الإسرائيليون من اهتمام بأخبار تطوير إيران منظوماتها من الطائرة دون طيار، مستشهدا بتركيز (JCPA) على خبر "تدشين الجيش الإيراني لأكاديمية عسكرية للتدريب على الطائرات دون طيار بنوعيها الكبيرة والصغيرة في قاعدة “قم الجوية”، وتخصيص طهران موارد مالية ضخمة لهذه الأكاديمية".

وكذلك تَناوُل "نيتع بار" الكاتب في صحيفة "إسرائيل هيوم" لخبر كشف إيران مطلع شهر أيلول/ سبتمبر الحالي عن طائرة دون طيار باسم “كيان” تحت عنوان "حرب الطائرات المسيرة: إيران تكشف عن طائرة هجومية جديدة".

وذكر بأنه وردا على إمكانية تعرض "إسرائيل" لهجمات بطائرات مسيرة، طورت مؤسسة "أنظمة رافائيل الدفاعية المتقدمة" منظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ أساسا، لتكون قادرة على اعتراض هذا النوع من الطائرات منذ عام 2015.

كما عملت "إسرائيل" على تطوير منظومة لرصد واعتراض الطائرات المسيرة الصغيرة، وحسب "رافائيل" فقد تم تطوير منظومة "Drone Dome" (قبة الطائرة المسيرة) على غرار القبة الحديدية أيضا.

 

وأشار لما ذكرته "رفائيل" على موقعها الالكتروني الشهر الماضي أن الطائرات المسيرة الصغيرة "باتت تشكل خطرا أمنيا يستوجب إيجاد حلول لمواجهته".


وحسب بيانها قالت: "إن النظام قادر على رصد الطائرات المسيرة الصغيرة وإسقاطها بأشعة الليزر".

 

اقرأ أيضا: بيروت: خرق طائرات إسرائيل المسيرة "الأخطر" منذ 2006

وأورد ما يراه المحلل الاستراتيجي سيث جي. فرانتزمان، أن "الطائرات المسيرة تأتي على رأس قائمة التهديدات التي تواجهها إسرائيل في ظل صراعها مع إيران". وفقا لتقرير "الأناضول".

وكان فرانتزامان قال في مقال تحليلي نشرته "جيروزاليم بوست"، آب/أغسطس الماضي، "إن التوتر بين إيران وإسرائيل انعكس في الهجوم الذي استهدف عنصرين تابعين لفيلق القدس الإيراني حسب ادعاء إسرائيل".

وهذا الهجوم حسب إعلان الجيش الإسرائيلي استهدف مخططا إيرانيا لشن هجمات بالطائرات المسيرة من الأراضي السورية، ونشر الجيش الإسرائيلي صورا لعنصري حزب الله وهما في زيارة لإيران، قال إنهما تلقيا خلالها تدريبات على شن هجمات بالطائرات المسيرة.

ويعتبر فرانتزمان أن ثلاثة عناصر اجتمعت في الضربة الإسرائيلية جنوب دمشق: قوة جاهزة لاستهداف إسرائيل، وهي قوة حليفة لإيران، ومزودة بتكنولوجيا إيرانية هجومية، هذه العناصر تشكل حسب الكاتب "استراتيجية إيران لتهديد إسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة الآخرين في المنطقة، كالإمارات والسعودية التي تعرضت لضربات الحوثيين المزودين بالتكنولوجيا الإيرانية".

وأوضح الخبير اللواء الركن المتقاعد واصف عريقات "أن إيران لها امتداد عبر العراق وسوريا ولبنان وصولا إلى الحدود مع فلسطين، وهذا مسرح عمليات يمكن لإيران أن تعمل فيه أو أن تستفيد منه عبر حلفائها، ويتيح لها أكثر من خيار في المجالات البرية والبحرية والجوية، فهامش السقف المتاح لإيران وحلفائها أعلى بكثير من المتاح لإسرائيل، وفي إسرائيل نفسها يدركون ذلك".

 

اقرأ أيضا: إيران ردا على مؤتمر "الدفاع السعودية": أنتم لا تعرفون شيئا

وأشار التقرير إلى التفوق الإسرائيلي في صناعة الطائرات المسيرة وتصديرها، مشيرا إلى  تعاقد شركة "ألبيت الإسرائيلية" في شهر حزيران/يونيو الماضي على صفقة مع الجيش الفلبيني لتزويده بطائرات مسيرة بعيدة المدى بقيمة 180 مليون دولار.

واشترت "رفائيل" في آب/أغسطس الماضي 50 في المئة من أسهم شركة "إيروناوتيكس" الإسرائيلية المختصة في تطوير الطائرات المسيرة بقيمة 242 مليون دولار، كما اشترت في العاشر من الشهر الجاري 50 في المئة من أسهم شركة "كْنَفِيت الإسرائيلية" المتخصصة في إنتاج هياكل هذه الطائرات، بصفقة لم تحدد قيمتها.

وخلص التقرير إلى أن "إسرائيل التي تتفاخر في كونها رائدة عالمية في صناعة الطائرات المسيرة، ترى اليوم في هذه الطائرات خطرا استراتيجيا يمتلكه أيضا من يناصبونها العداء في المنطقة".