ملفات وتقارير

"طيور الجنة" خلف قضبان الاحتلال

يمارس الاحتلال اعتقال الأطفال بشكل متعمد ومنهجي - وكالات
تظهر الإحصائيات أن نسبة اعتقال الجيش الإسرائيلي للأطفال الفلسطينيين تشهد تصاعداً ملحوظاً، حيث سُجلت أعلى نسبة لاعتقال الأطفال في عام 2014 المنصرم، بالمقارنة مع الأعوام الثلاثة التي سبقته.

وأوضح مدير دائرة الإحصاء بهيئة شؤون الأسرى عبدالناصر فروانة، أن قوات الاحتلال اعتقلت منذ عام 2011 وحتى نهاية 2014، (3755) طفلاً فلسطينياً، مشيراً إلى أن عدد المعتقلين الأطفال في 2014 بلغ 1266 بزيادة 36 بالمئة عن 2013، و87 بالمئة عن 2011.

وقال فروانة لـ"عربي21" إن "النسبة الأكبر من الأطفال المستهدفين بالاعتقال في 2014 سُجلت في مدينة القدس المحتلة، حيث وصلت نسبتهم إلى نحو 53 بالمئة، من العدد الإجمالي للأطفال المعتقلين".

اعتقال ممنهج

وأضاف أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تقوم باستهداف واعتقال الأطفال الفلسطينيين "بشكل متعمد وممنهج منذ سنوات طويلة"، مبيناً أن "إسرائيل" تسعى إلى "إرهاب الأسر والعائلات الفلسطينية، ودفعها لمنع أطفالها من مقاومة المحتل".

واستهجن الحكم الصادر عن محكمة إسرائيلية بحبس الطفلة الفلسطينية ملاك الخطيب لمدة شهرين، بالإضافة إلى غرامة مالية بقيمة ستة آلاف شيكل إسرائيلي (الدولار = 4.01 شيكل)، مؤكداً أن هذا الحكم "يأتي في سياق الاستهداف المتعمد من قبل إسرائيل للطفولة الفلسطينية".

وتعد ملاك البالغة من العمر 14 عاماً؛ أصغر أسيره فلسطينية، حيث اعتقلت في 31 كانون أول/ ديسمبر 2014، وحُكم عليها بالسجن 60 يوماً بتهمة إلقاء الحجارة على جنود الاحتلال وحيازة سكين.

وأكد فروانة أن الاحتلال يسعى إلى تشويه واقع الأطفال الفلسطينيين، وتدمير مستقبلهم، واصفاً القضاء الإسرائيلي بـ"ذي الوجه الإجرامي القبيح، الذي يؤكد مع مرور كل يوم بأنه غير مستقل ولا نزيه، وأنه أداة أساسية من أدوات الاحتلال العدوانية".

وأشار إلى أن 95 بالمئة من الأحكام التي صدرت بحق الأطفال الفلسطينيين في السنوات الأخيرة؛ صاحبها فرض غرامات مالية باهظة، بالإضافة إلى "إجراءات قمعية أخرى، كالإفراج بكفالة مالية، والحبس المنزلي، كما يحصل مع أطفال الضفة والقدس المحتلة".

وأضاف أن إدارة سجون الاحتلال "لا تراعي الأوضاع الخاصة بالأطفال المعتقلين"، مشيراً إلى أنها "تحتجزهم في نفس أماكن احتجاز الكبار، وتعاملهم بقسوة، وتحرمهم من التعليم الأساسي، وتعذبهم لنزع الاعترافات منهم".
    
دعوة لتحرك دبلوماسي

من جهته؛ قال مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى بالضفة المحتلة، فؤاد الخفش، إن اعتقال الأطفال يؤدي إلى "خلق حالة من الرعب في صفوف زملائهم وأقرانهم"، مبدياً تخوفه الشديد من "سعي الاحتلال إلى إنتاج جيل من الأطفال المرضى".

وأضاف لـ"عربي21" أن "إسرائيل تبرر جرائمها بحق الأطفال الفلسطينيين، بذريعة مساسهم بأمنها"، متسائلاً: "ما هذا الكيان الهش الذي يهدده الأطفال؟".

وحذر من أن "استخفاف إسرائيل بالمعايير والمواثيق والقوانين الدولية المتعلقة بحقوق الطفل والإنسان؛ يؤدي إلى قتل الأطفال بطريقة وحشية يعرفها العالم أجمع"، متهماً المؤسسات الأممية والدولية المؤيدة للاحتلال بـ"دفع إسرائيل لارتكاب المزيد من الجرائم بحق الأطفال الفلسطينيين".

وطالب الخفش بضرورة رفع شكوى لدى محكمة الجنايات الدولية "ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي يمارس مختلف أنواع المخالفات والجرائم"، داعياً وزارة الخارجية الفلسطينية إلى قيادة تحرك دبلوماسي واسع في هذا الاتجاه.