حول العالم

"الثرثرة" بين النساء والرجال.. دوافع وأسباب

دراسة: تتحدث السيدات بما يقرب من 20 ألف كلمة في اليوم
يشتكي العديد من الرجال من فرض النساء عليهم الاستماع والإنصات والانتباه لكلامهن، دون إفساح المجال للنقاش أو لإبداء الرأي.

فيقول السوري محمد أحمد لـ"عربي21" إن "النساء يتلذذن بفرض نوع من الدكتاتورية على الرجل، الذي لا يعبّر عما بداخله سوى بالإيماءة فقط، ردا على كلامها".

وتقول زوجته سهى أحمد، إنها لا تجبره على الإنصات، ولكنها بحاجة إلى أن يستمع إليها فقط. وتقول سهى لـ"عربي21" إن "زوجي يكره ذكر التفاصيل ويحاول أن يقاطعني، فأنا أطلب منه أن يستمع لي إلى النهاية ويزعجه ذلك جدا!".

دراسات

وتشير الدراسات إلى أن السيدات يتحدثن بما يقرب من 20 ألف كلمة في اليوم في المتوسط، في مقابل 7000 كلمة فقط ينطقها الرجل طوال يومه.

وتمكّن العلماء من الوصول لتفسير لتلك الظاهرة. فقد أفادت دراسة أمريكية حديثة بأن النساء لديهن مستوى أعلى من البروتين في المخ يعرف بـFOXP2، وهو يتعلق بالتواصل اللفظي.

وقام الباحثون في هذه الدراسة التي نشرت في صحيفة "Neuroscience" ببحث سلوك إناث وذكور الفئران. ومن المعروف أن ذكور الفئران هي الأكثر تعبيرا عن النفس صوتيا مقارنة بإناث الفئران.

وقالت الباحثة مارغريت ماكارثي، أستاذة الصيدلة بجامعة ميريلاند الأمريكية: "من ملاحظتنا، تبين أن زيادة بروتين FOXP2 عند الفتيات وذكور الفئران يرتبط بالنوع الأكثر تواصلا".

وتعلق الباحثة شيريل سيكي، من قسم علم النفس بجامعة ميتشيغان، على الدراسة قائلة إن "هناك صلة واضحة بين ارتفاع مستويات بروتين FOXP2 وبين كثرة الحديث".

دوافع الثرثرة

وبحسب الأخصائية التربوية الأردنية سناء طلال، فإن المرأة نادرا ما تتسم بالصمت؛ لذلك فقد ألصق الرجل صفة الثرثرة فيها، رغم أن الرجال حسب علماء النفس لا يقلون عن النساء ثرثرة.. وتخضع الثرثرة للعديد من العوامل النفسية والشخصية، بالإضافة إلى عامل السن، والمستوى التعليمي والثقافي.

وتضيف الأخصائية لـ"عربي21" أن الثرثرة قد تكون في أمور مفيدة للمرأة والعائلة؛ فهي تتكلم في أمور الطبخ وتربية الأطفال وما يلزم أسرتها، وهي مواضيع مريحة للمتحدث، سواء أكان رجلا أم امرأة. وقد تكون في أمور سلبية كالغيبة والنميمة وأمور تؤدي "لخراب البيوت"، وتؤثر على العلاقات سلبا.

علاج الثرثرة

تقول سناء طلال: "يمكن للمرأة أو الرجل الحد من الثرثرة بـتقييم الذات والكلام ووزنه قبل النطق به حتى يكون المتحدث شخصية محبوبة ومُتقبّلة في المجتمع. وتجب محاولة شغل الأوقات في ما هو مفيد، لأن الفراغ أكبر سبب في ثرثرة النساء التي لا طائل منها".

ويعلّق الأردني محمد عبده على ثرثرة النساء قائلا إن "الرجال لا ينجذبون للمرأة الثرثارة ويملّون منها، وقد يكرهونها في بعض المواقف". ويضيف عبده لـ"عربي21" أنه "يحذّر أصدقاءه من الاقتراب من المرأة الثرثارة أو الارتباط بها".

وتعلّق الأخصائية طلال بأن على الرجل فهم سيكولوجية المرأة، فهي تحب التفاصيل وكثرة الحديث، وأن عليه التعامل معها بطريقة هادئة، ومحاولة التكيّف معها. وأشارت إلى أن اختلاف الثقافة والفكر بين الرجل والمرأة يخلق فجوة بينهما، عدا عن المستوى التربوي والبيئة.

من جهته، يقول الأردني عمر الفرا، إنه لا يحب النساء الخجولات اللواتي لا يتكلّمن. ويعتبر الفرا أن المرأة التي لا تتكلم انطوائية، أو أنها تفتقد للمهارات الاجتماعية، أو أنها لا تمتلك القدرة على التعبير عن الذات أو أن مستواها الثقافي متدنٍّ.

الرجل الصامت

من جهة أخرى، تقول الفلسطينية نهى الحمد، إن زوجها لا يتكلّم كثيرا. وتضيف الأحمد لـ"عربي21" أنها تحاول مرارا إشراكه في الحديث معها، وأن "تسحب"منه الكلام.. ولكن دون فائدة.

وتقول الأخصائية إن الرجل الشرقي يُعاب عليه قلّة التعبير، فعليه أن يسعى للتعبير بالقول وليس بالفعل فقط.