قضايا وآراء

خد فشار!!

1300x600
السيسي تحدث في خطاب على غير موعد كالعادة لأهله وعشيرته من نخبة ضباط القوات المسلحة المصرية، والتي باتت بينهم وبين أفراد الجيش فجوه يحاولون سدها كل مده قصيره بزيادات ماليه وامتيازات عينيه، وتلك الزيادات لمؤسستي الجيش والشرطة لا يقوم الجيش بتحمل أعبائها، وبرغم أن الشرطة أصبحت الآن تدار من داخل المؤسسة العسكرية وخاضعه خضوع تام بكل أفرعها للمجلس العسكري الذي بات يحكم مصر فعليا بعد وضوح عدم سيطرة السيسي على الدولة العميقة ولا على أحوال البلاد الاقتصادية والأمنية والأحوال في تردي وتدهور وهو ما جعل السيسي ينتهز الفرص ويرتدي البذة العسكرية في أي مناسبه قد تتحمل أو لا تتحمل لبسها حتى يؤكد أن الجيش هو من يحكم مصر، وبرغم كل ذلك لا يصرف الجيش على تلك الزيادات شيئا فكلها استقطاع من الدعم أو مخصصات الأجهزة والسلطات الأخرى في الموازنة العامة.

وبعيدا عن صراع الأجنحة هذا نجد السيسي عاد ليتحدث ليس عن فنكوش واحد جديد للشعب المصري ولكن تحدث عن فناكيش كثيره أهمها بحيرة سمكية هي الأكبر في الشرق الأوسط، وللوهلة الأولى نعلم جيدا أن السيسي إن أراد جعل الشعب المصري مكتفيا بثروته السمكية يأكل منها ويصدر دون مزارع سمكيه لحد فقط من سيطرة المخابرات العامة والجيش على تلك التجارة في مصر، وكلنا نعلم أن مصر تملك نوافذ بحرية لا يمتلكها سواها من دول الجوار وهي البحرين الأحمر والمتوسط والنيل ورغم ذلك ترتفع أسعار السمك في كل أقاليم مصر ولا يجد المواطن نافذه رخيصة إلا بأكل السمك المجمد المستورد (الماكريل) الذي يعتبر أقل السمك سعرا ، والحقيقة أن تجارة السمك ما هي إلا صورة طبق الأصل من تجارة اللحوم التي تسيطر عليها شركات المخابرات العامة كما ذكر الأستاذ يحيى حامد في لقائه مع الإعلامي احمد طه على قناة الجزيرة مباشر مصر في وقت سابق.

وبعد هذا الفنكوش يذكر السيسي مشروع حقيقي فعلا ولكنه لن يصب في جيب المواطن ولن يستفيد منه شيئا، وهو طرح أراضي وبرغم أن في عهد مبارك كانت تطرح تلك الاراضي والشقق للشباب فقط ويوضع عليها رقابه فعلا لدرجة أن نسبة التلاعب بالواسطة والمحسوبية فيها لا تتعدى 30% وهي نسبه كانت كبيرة حينها، أما الآن وما نراه في عصر السيسي من فساد فهو غيض من فيض، نظرا لان نظام مبارك في صفه الأول لازال يسرق ونظام مبارك في صفه الخامس الذي يرأسه السيسي بات يسرق أيضا ناهيكم عن الشريك الإماراتي في الانقلاب الذي بات يصرف على شعبين، فأصبح ذلك المشروع أموال الأراضي تذهب لجيب السيسي والأراضي تذهب للمستثمر ورجل الأعمال والشعب ترفع عليه الأسعار مره أخرى.

و بالعودة إلى كلامنا عن هذا المشروع الحقيقي فتأتي الكارثة فيه أن السيسي قال سيطرح المشروع للجميع رجال أعمال والمستثمرين والشعب وبهذا الترتيب المكتوب لن ينال الشعب من المشروع إلا الفشار الذي يتخم ولا يسد جوع فلن يذهب من المشروع شيء للشعب أصلا على غرار قرعة مشروع الإسكان، أما فرعونيات السيسي في هذا الخطاب فحدث ولا حرج وظهرت في خطابه وهو يحث الشباب بالعمل بالسخرة حينما قال (تعالوا أعلمكم تسوقوا لودر.. مش علشان تكسبوا ولكن لتساعدوا مصر ) وكأنه يؤكد كلام إبراهيم333 محلب عن التوكتوك ويصل الافتئات على الشعب في أن يكون المعنى واضح للجميع ( إلي مش عاجبه توك توك محلب ييجي يشتغل على لودر السيسي)، واللقطة الأخيرة التي أنارت في خطابه المرحلة القادمة ولم يستطع أي نظام قبل وبعد ثورة يناير أن يصرح بها قولا أو فعلا هو تخوين الموظفين الذين يرون المليارات ترمى على الجيش والشرطة والقضاء وهم يتم تقليص مستحقاتهم بقانون الخدمة المدنية بل يذهب إلى ابعد من ذلك ويهددهم أن الهيكل الحكومي الوظيفي به 5,5 مليون موظف زائد عن الحد، وهذا إقرار أخر بأن مبارك يجب أن يحاكم بتهمة جديده بدلا من إيداعه بورتو المستشفى العسكري، بل يشير إلى تهديدهم في قوله ( إحنا مسرحناش موظفين!! ) وعلى غرار فيلم الإرهابي والمقولة الشهيرة من أحمد راتب للممثل عادل إمام ( لا تجادل ولا تناقش يا أخ علي وإلا وقعت في المحظور ) فيقول السيسي للعمال لا تناقشوني فيخرج بعدها بسويعات قليله بقانون الإرهاب الذي يشرع للإرهاب نفسه، ويصبح الشعب متأكد بعد كل خطاب وكل مشروع للسيسي أن الزبد يذهب للسيسي وأهله وعشيرته، أما الشعب فبياخد فشار.