أحد الأسئلة الأساسية التي تطرحها الفلسفة هي: هل المجتمع في أساسه تجمع مجموعة من الأفراد، لا أكثر ولا أقل، أم أن الأفراد تخلقهم مجتمعاتهم التي يعيشون فيها؟ هذا سؤال مرتبط مباشرة بحرية الإنسان..
ما أكثر ما كتب عن الأسباب التي قادت شباب الأمة العربية إلى تفجير الحراكات الجماهيرية الكبرى في ساحات وشوارع العديد من أقطار الوطن العربي إبّان فترة السنوات الخمس الماضية..
من مفارقات الزمن الرديء الذي يعيشه العالم الآن، أن تطرح أوروبا على نفسها أسئلة تشكك في كل ما نادت به خلال فترة "الأنوار" الأوروبية، من قيم ومسلّمات ظنّت أن نشرها سينقل البشريّة من حالات التوحش والبدائية والتخلف، إلى حالات التمدن والرقي الحضاري.
في مثل هذا الشهر، منذ مئة عام بالتمام والكمال، اتفقت الدولتان الاستعماريتان، بريطانيا العظمى وفرنسا، وبإشراك لروسيا في الحصول على جزء من الغنيمة، اتفقتا على توقيع اتفاقية سايكس - بيكو الشهيرة. وكان العرّابان الموقّعان الإنجليزي سايكس والفرنسي بيكو.
لا تحتاج المرأة العربية ليوم المرأة العالمي ولا لأي احتفالية فولكلورية تسعى لشد عزيمتها أو إرشادها إلى ما يجب أن تفعله لشق طرق حضورها الكامل غير المنقوص في الحياة العربية.
تمتلئ وسائل الإعلام العربية، المرئية والسمعية، يوميا بمحاولات تفسير ما يحدث في أرض العرب من صراعات ونكبات مجتمعية وانتكاسات هائلة في السياسة والاقتصاد. وتحظى بعض العناوين بقسط وافر من الاهتمام ومن إبرازها كأسباب لكل ما يحدث من مصائب وويلات.
منذ بضعة أيام حضرت ندوة عن مشكلات المياه في دول مجلس التعاون الخليجي. لقد غطّت الأوراق الأربع، المكتوبة بحرفية معرفية عالية المستوى، الكثير من الجوانب الفنيّة والتنظيمية لمشكلة المياه في هذه المنطقة الصحراوية الجافة.
في اعتقادي، أن موضوع التنمية الإنسانية الشاملة للمجتمعات العربية لا يحصل على الاهتمام اليومي الدائم في أغلب وسائل الإعلام والتواصل العربية، وفي كل المنابر الحكومية والتشريعية. فالتركيز الكبير يقتصر على ضرورة النمو في الاقتصاد، وعلى ضرورة التوجه نحو مزيد من الديمقراطية في السياسة.
ليس بمستغرب، وليس بدليل يميز العرب عن سائر خلق الله، أن تنتهي محاولات تفجير وتنظيم ثورات وحراكات الربيع العربي الكبرى إلى حالة الوهن واليأس الذي وصلت إليه في اللحظة العربية الراهنة. ذلك أن تاريخ الإنسانية مملوء بمثل تلك المحاولات ومثل تلك الإخفاقات، في كل مكان وفي كل العصور.
في مجتمعاتنا العربية نتكلم كثيراً عن أهمية ونبل التراضي ما بين بعضنا بعضاً، ونحاول ممارسة التراضي من خلال تعابير نمطية فيها الكثير من النفاق الاجتماعي أو الكثير من مخدرات الضمير الذي بطبيعته لا يرضى الظلم ولا يستطيع التعايش معه.
من فواجع هذا الزمن العربي الذي تعيشه الأمة حدوث المفارقة الموجعة التالية: ففي الوقت الذي يزداد فيه تضامن المجتمعات غير العربية مع القضية الفلسطينية يتراجع التضامن العربي الرسمي والشعبي مع الشعب العربي الفلسطيني ومع قضية العرب الأولى بالنسبة لفلسطين المحتلة من قبل الصهيوني الفاشي المستعمر.
دعا مؤخراً مركز الإمارات للبحوث والدراسات الاستراتيجية مجموعة من المثقَّفين العرب لمناقشة سبل مناهضة ظاهرة التطرف الديني في المجتمعات العربية. من بين النقاط المتعلقة بالموضوع، والتي تستحق الإبراز والمناقشة، النقاط التالية.