ما سبب الإقبال المتزايد على استنساخ الحيوانات الأليفة؟

شاركت شبكة "بي بي سي" البريطانية، الخميس، تقريرا تساءلت فيه عن أسباب الإقبال الكبير على استنساخ الحيوانات الأليفة، رغم التكاليف الباهظة.

وأوضحت الشبكة أن "شعبية استنساخ الحيوانات الأليفة تزداد على الرغم من التكاليف العالية التي يجب دفعها لإتمام هذه العملية".

ونقلت "بي بي سي" عن شركة "فيغان" الأمريكية، قولها إن "عمليات استنساخ الحيوانات الأليفة في تزايد مستمر كل عام"، مشيرة إلى أنها "استنسخت المئات منذ البدء في العمل لأول مرة عام 2015".

وأشارت إلى أن شركة فيغان التي تتخذ من ولاية تكساس الأمريكية مقرا لها، وتعد الوحيدة التي تقدم الاستنساخ التجاري للكلاب والقطط، "تتقاضى 50 ألف دولار على استنساخ الكلب الواحد، و30 ألف دولار للقطة الواحدة، و85 ألف دولار لكل حصان"، منوهة إلى أن كوريا الجنوبية تعتبر الرائدة في هذا المجال، فقد استنسخت أول كلب في عام 2005.

وأضافت: "يبدو أن التكلفة مخيفة بالنسبة لمعظمنا، لكن عددا من المشاهير كشفوا في السنوات الأخيرة عن قيامهم باستنساخ كلابهم، أو أنهم كانوا يخططون للقيام بذلك".

وفي 2018، قالت المغنية الأمريكية باربرا سترايساند، إنها استعانت بشركة فيغان لاستنساخ كلبتين من كلبتها السابقة، كما ذكرت صحيفة "الصن" أن قطب الموسيقى سيمون كاول، وعضو لجان التحكيم في عدد من برامج المواهب، استسخ ثلاثة كلاب من فصيلة يوركشاير.

من جانبه، قال رئيس شركة فيغان الأمريكية بليك راسل، إن هناك عدة تقنيات لإتمام عملية الاستنساخ، مضيفا: "عادةً يتم حقن نواة خلية من الحيوان الذي ترغب في استنساخه في بويضة تمت إزالة مادتها الوراثية، ثم يتم حث البويضة على النمو في المختبر لتصبح جنينا".

وأردف: "يتم بعد ذلك زرع الجنين في رحم أم بديلة لتلد بعدها جروا أو مهرا أو قطة"، منوها إلى إمكانية تخزين المادة الوراثية للحيوان الذي ترغب في استنساخه إلى أجل غير محدد، عن طريق الاحتفاظ بها في درجات حرارة متجمدة منخفضة جدا.

وأكد أن "الحيوان الأليف المستنسخ هو توأم جيني متطابق، يفصل بينه وبين المستنسخ منه سنوات وعقود وربما قرون من الزمن"، منوها إلى أن "شركته ملتزمة بصحة ورفاهية كل حيوان تتعامل معه، وتلتزم بجميع القوانين بهذا الخصوص".

وتعقيبا على ذلك، قالت شبكة "بي بي سي" البريطانية، إن منظمات الرفق بالحيوان لديها مخاوف كبيرة بشأن هذه العمليات، مشيرة إلى أن "عددا من الدراسات العلمية أكدت أن الحيوانات المستنسخة أكثر عرضة للإصابة بالأمراض".

وأوضحت أن بعض المحللين انتقدوا معدل الفشل المرتفع لعمليات الاستنساخ، حيث أكد تقرير صادر عن جامعة كولومبيا في نيويورك، أن متوسط معدل النجاح في هذه العمليات يبلغ 20 في المئة فقط.

 

اقرأ أيضا: رجل ألماني يتلقى عشرات الجرعات من لقاح كورونا لسبب صادم

من جهتها، قالت خبيرة رعاية الحيوان في الجمعية الملكية للرأف بالحيوان، بيني هوكينز، إن الحيوان المستنسخ لن يكون نسخة طبق الأصل من الحيوان الأليف الأصلي، عندما يتعلق الأمر بالسلوك.

وأضافت: "يوجد للحيوان ما هو أكثر بكثير من حمضه النووي، والحيوانات المستنسخة ستتمتع حتما بتجارب مختلفة في الحياة، مما ينتج عنه حيوانات ذات شخصيات مختلفة".

ونوهت إلى أنها "تنصح الباحثين عن حيوان أليف جديد، أن يتبنوا واحدا من الحيوانات الموجودة في مراكز الإنقاذ التي تنتظر من يوفر لها منزلا دائما".

وحثت مديرة مجموعة حقوق الحيوان "بيتا"، إليسا ألين، الناس على تبني كلب من مراكز الإنقاذ بدلا من اللجوء إلى عملية الاستنساخ، مؤكدة أنه "لا يمكن تكرار شخصيات الحيوانات وجوهرها".

وأكدت أن "الاستنساخ الذي يعمي عيون الناس عن الحيوانات الموجودة في مراكز الإنقاذ، يزيد أزمة ازدياد الحيوانات المشردة".

بدوره، أكد عالم الوراثة، أندرو هيسيل، أن "استنساخ الحيوانات الأليفة، لا يرافقها إلا القليل من المخاوف الأخلاقية إذا ما تم بطريقة مسؤولة".

وأضاف: قد يقول البعض لماذا الحيوانات المستنسخة، طالما يوجد الكثير منها للتبني؟ وأنا أجيبه: "لماذا تسعى إلى أن يكون لديك طفل في الوقت الذي يوجد هناك العديد من الأطفال بحاجة إلى التبني؟".