ملفات وتقارير

الوصول إلى "الكنيست" يكون عبر بوابة القدس

جنود إسرائيليون يدلون بأصواتهم في انتخابات سابقة - أرشيفية
جنود إسرائيليون يدلون بأصواتهم في انتخابات سابقة - أرشيفية
"لا معنى للانتخابات بدون القدس".. عبارة تصلح لتوصيف برامج الأحزاب الإسرائيلية المشاركة في سباق انتخابات "الكنيست"، وكأنها تحاكي ما قاله مؤسس دولة الاحتلال ديفيد بن غوريون قبل عشرات السنين: "لا معنى لإسرائيل بدون القدس، ولا معنى للقدس بدون الهيكل".

وتريد "إسرائيل" أن تجعل من المسجد الأقصى "نقطة للتسابق في ميدان الحصول على أصوات انتخابية أكثر"، بحسب رئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث ناجح بكيرات.

ويقول بكيرات إن توظيف القدس في انتخابات الكنيست يأتي في إطار "سعي الاحتلال الدائم لجعل القضية الفلسطينية قضية ذات رمزية دينية"، مؤكدا أن الهدف من ذلك هو "توجيه الناخب الإسرائيلي ليمنح أصواته لمن يمتلك القدرة على إلغاء الوجود العربي والإسلامي في القدس".

وأضاف لـ"عربي21" أن المسجد الأقصى يمثل "نقطة المركز في الصراع بين الصهاينة وبين العرب والمسلمين"، لافتا إلى أن المرشح الإسرائيلي يريد أن يقول للناخبين إنه سيوصلهم إلى تلك النقطة، مبشرا إياهم بـ"التحكم في قلب العالم الإسلامي، وإقامة الهيكل المزعوم".

وأكد أن المرشح الإسرائيلي يسعى لتقديم نفسه للناخبين على أنه "بطل قومي سيحقق الحلم الصهيوني بإقامة الهيكل"، قائلاً إنه "يركز على القدس والأقصى؛ كونه لا يستطيع أن يقدم نفسه بطلاً في غزة أو على الحدود اللبنانية، ولا بطلاً في توفير لقمة العيش للإسرائيليين".

وأضاف: "النقطة الأخطر في هذا الأمر هو تصاعد الخطاب الإسرائيلي المدعوم بالقوة والتغيير على الأرض، في مقابل تهاوي الخطاب الفلسطيني والعربي والإسلامي".

تجربة بيريز

من جهته؛ قال المختص بالشأن الإسرائيلي، الدكتور عمر جعارة، إن كافة السياسيين الإسرائيليين لا يمكن أن يرشحوا أنفسهم على أساس مفهوم تجزئة القدس، أو منح الجانب الفلسطيني حقاً في المدينة المقدسة.

وأشار إلى أن جملة "تجزئة القدس" تسببت بالهزيمة لشمعون بيريز أمام بنيامين نتنياهو في انتخابات سابقة، حين أعلن بيريز في مناظرة تلفزيونية مع منافسه، عن استعداده لتقسيم القدس المحتلة.

وأضاف لـ"عربي21" أن قمة الهرم السياسي لدى الاحتلال في انتخابات 2015 يؤكدون أن القدس ملك للإسرائيليين، وأن ذلك غير قابل للنقاش أو التفاوض في الثقافة الإسرائيلية، مبيناً أن الحديث عن أي تجزئة للقدس بات "خطاً أحمر لدى كافة السياسيين الإسرائيليين، المتطرفين منهم والعلمانيين".

من جانبه؛ قال الباحث في مركز الدراسات المعاصرة بمدينة أم الفحم، الدكتور إبراهيم أبو جابر، إن كافة الأحزاب الإسرائيلية تستغل قضية القدس من أجل الفوز بأصوات الناخبين.

المتطرفون ونتنياهو

وأضاف أبو جابر لـ"عربي21" أن المحاولات المتكررة التي تقوم بها الجماعات المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى "مدعومة من أحزاب يمينية متطرفة"، مشيراً إلى أنها "تأتي في إطار استمالة أصوات المتدينين والمتطرفين اليهود، في محاولة من هذه الأحزاب للظفر بغالبية مقاعد الكنيست".

وأكد أن المجتمع الإسرائيلي "الذي يميل لليمين غير مقتنع بنتنياهو مئة بالمئة؛ لأنه لا يسوق البضاعة التي يريدونها، وعلى رأسها السيطرة على المسجد الأقصى، وإقامة المعبد الذي يدعونه"، لافتاً إلى أنه "بقدر التزام الأحزاب بتحقيق أمنيات المتطرفين ومخططاتهم؛ يكون التصويت لصالحها".

وأشار أبو جابر إلى أن "مخطط السيطرة على المسجد الأقصى غير مقتصر على الحملات الانتخابية المختلفة، وإنما هو مخطط دولة يهدف إلى السيطرة على المدينة المقدسة بأكملها".
التعليقات (1)
علي الأسطي
السبت، 31-01-2015 02:29 م
اذا كان هؤلاء الذين يدعون الإسلام والآن حسب زعمهم مجاهدون في سبيل الإسلام عليهم إنقاذ رمز من رموز الإسلام ،والا عليهم القوقعة وكفي إزعاجا وادعاء.