صحافة إسرائيلية

خبير إسرائيلي: التعاون الأمني مستمر وخطاب عباس "تنفيس منضبط"

أوضح الخبير أن رأي كبار رجالات الجهاز الأمني في إسرائيل يختلف جوهريا عن رأي الجموع السياسية- جيتي

"تنفيس منضبط عن الإحباط".. هكذا لخص خبير استراتيجي إسرائيلي، خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمام المجلس المركزي الفلسطيني، معللا قوله إن "الأمور على الأرض كما هي ولم تتأثر".


وأكد الخبير الإسرائيلي بن كسبيت، أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية "لم تسجل أي تأثر"، بخطاب عباس "العاصف" أمام المجلس المركزي الفلسطيني، رغم "سباق التنديد الذي تعرض له عباس من كل كبار رجالات الخريطة السياسية في إسرائيل".


وأوضح أن رأي "كبار رجالات الجهاز الأمني في إسرائيل، يختلف جوهريا عن رأي الجموع السياسية التي تنافست أمس من سيخبط عباس بقوة أكبر".

 

اقرأ أيضا: قادة إسرائيل يهاجمون خطاب عباس في اجتماع "المركزي"


ولفت في مقال له بصحيفة "معاريف" العبرية، إلى أن "الجيش الإسرائيلي وجهاز الاستخبارات لا يتأثرون، ولا يهتمون على نحو خاص بتفسيرات عباس التاريخية الملتوية، ولا يقيسون إلا شيئا واحدا فقط؛ ماذا يحصل على الأرض بشكل عام، وموضوع الارهاب (المقاومة الفلسطينية) بشكل خاص".


ونوه بن كسبيت، إلى أنه "في الوقت الذي تتعاظم فيه مسيرة التنديدات ضد عباس في إسرائيل، فإن التعاون الأمني بين أجهزة الأمن في السلطة وبين جهاز الأمن الإسرائيلي يجري كالمعتاد".


وأضاف: "عباس في هذه الأمور المهمة لم يغير شيئا في موقفه الذي تمسك به منذ العهد الذي كان لا يزال فيه ياسر عرفات على قيد الحياة؛ فطريق الإرهاب مرفوض، الكفاح المسلح يضر مصلحة الشعب الفلسطيني أكثر مما ينفعها، لا يجب استخدام السلاح بأي شكل كان (ضد الاحتلال)".


حملة السلاح


وتابع قوله: "نحن لا نتوق كثيرا لليوم التالي لعباس"، موضحا أن "التقدير الاستخباري للجيش الإسرائيلي الأخير، وصف عباس ابن 83 عاما، كمن يوجد في المصاف الأخير من المدرج.. وهذا السطر الأخير".


وبشأن "المواضيع الهامة"، أفاد الخبير أنه "حتى هذه اللحظة لا يوجد للزعيم الفلسطيني، وفقا للتقدير الاستخباري الإسرائيلي، أي نية لتغيير إرثه وهجر طريق الكفاح السياسي في صالح طريق الإرهاب (مقاومة الاحتلال)".


وبحسب مصادر الأمن الإسرائيلية، "الأمر الوحيد الذي يمنع عشرات الآلاف من حملة السلاح من فتح، من استخدام سلاحهم ضد الإسرائيليين هي التوجيهات الواضحة من المقاطعة (مقر رئاسة عباس)".


ورأى بن كسبيت، أن "السؤال الأهم؛ هل قبيل نزوله عن الساحة سيغمز عباس للتنظيم ويلمح له، مثلما فعل عرفات في حينه، بأنه يمكن العودة للمقاومة المسلحة؟"، مؤكدا أن "التقديرات الإسرائيلية الآن، تشير إلى أن عباس لن يرغب في تخريب إرث حياة سياسية كاملة بالذات في السطر الأخير من حياته".

 

اقرأ أيضا: فصائل لـ"عربي21": خطاب عباس لم يرتق لمستوى التحديات


ونبه أن "عباس يحول التأثير على إرثه نفسه بوسائل مختلفة ومتنوعة، بعضها وجد تعبيره في خطابه أول أمس، ولكن ليس عبر العودة إلى الإرهاب (المقاومة)، وهذا هو السطر الأخير الذي ينظر إليه المسؤولون عن الأمن في إسرائيل، أنه صحيح حتى الآن".


أما خطابه أول أمس، فهو "تنفيس منضبط عن إحباط متراكم في أعقاب الطريق المسدود في المسيرة السلمية، والفهم بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، متعاطف مع إسرائيل"، وفق الخبير الذي قال: "عباس لم يحطم الأواني، وحافظ على قواعد اللعب، وفي نهاية المطاف لم يحصل أي شيء حقيقي".