صحافة إسرائيلية

مستشرق إسرائيلي: اغتيالات متبادلة سيناريو لزعزعة ابن سلمان

كيدار: ابن سلمان انطلاقا من كونه وزيرا للدفاع ربما أنشأ لنفسه جيشا لحمايته في حال تزعزع وضعه الداخلي- جيتي

قال مستشرق إسرائيلي إن "مقتل الصحفي جمال خاشقجي قد يؤثر على استقرار السعودية، بسبب رغبة أقارب ولي العهد محمد بن سلمان استغلال الاتهامات الموجهة ضده بهذه الجريمة، لزعزعة موقعه السياسي، لأن قراءة المشهد السعودي من الداخل يعزز هذه الحالة من عدم الرضا عن ولي العهد، عقب ما تحدثت عنه وكالة رويتر، عن فرضية تعيير أحمد بن عبد العزيز عم ولي العهد وأخ الملك سلمان، في ولاية العهد".


وأضاف مردخاي كيدار المستشرق الإسرائيلي في مقاله بموقع ميدا، ترجمته "عربي21" أن "الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود الذي عاش بين عامي 1876-1953 كان لديه أربعين امرأة أنجبن له 45 ابنا و27 بنتا، أنجبوا مائتي حفيدا هم أبناء الملوك الستة فقط الذين تولوا عرش المملكة بعد وفاته، حتى وصلنا إلى الملك سلمان الحالي، بجانب مئات من الأحفاد الآخرين لأبناء عبد العزيز الـ39 الذين لم يتولوا الملك، توفي عدد منهم، والغالبية ما زالوا على قيد الحياة، تولى بعضهم مواقع بارزة في المملكة كالجيش والاقتصاد والإدارة".


وأوضح أن "الملك سلمان اختار في 2015 ابن أخيه لولاية العهد محمد بن نايف، لكنه في 2017 قام بتنحيته وتولية ابنه محمد بدلا منه، وكان لهذا القرار غضب كبير اجتاح العائلة المالكة، لاسيما باقي الأحفاد الكبار ذوي الخبرة السياسية، وكان من أولى خطواته المفاجئة قيامه باعتقال المئات من أبناء العائلة المالكة، والتحقيق معهم، وابتزاز المليارات مقابل إطلاق سراحهم".


وأشار كيدار، أستاذ الدراسات الشرق أوسطية في الجامعات الإسرائيلية، أن "أمراء آل سعود ينتظرون بفارغ الصبر فرصة الانتقام من ابن سلمان، ردا على الإهانة التي وجهها إليهم، وتجلت هذه الفرصة في مقتل خاشقجي، وتعلم العائلة المالكة تماما أن ابن سلمان هو المسؤول عن قتل خاشجقي دون انتظار التسجيلات الصوتية التركية، وباتوا يطالبون بتنحيته بسبب هذه الجريمة، لكن والده الملك ما زال يمنحه الغطاء اللازم".


وأكد أن "العائلة المالكة تنتظر أن يستجيب الملك سلمان للضغوط الدولية باستبدال ابنه بولي عهد آخر، أكثر مسؤولية منه، وذا تجربة طويلة لقيادة الدولة والعائلة، وليس واضحا إلى اليوم هل يستجيب ابن سلمان لهذه الضغوط أم لا، لكن هناك احتمال أن يقاتل على موقعه، وربما من خلال إيجاد ائتلاف داعم له من داخل العائلة، وربما أجرى سلسلة اعتقالات ضد معارضيه كما فعل العام الماضي".


وأشار إلى أن "ابن سلمان انطلاقا من كونه وزيرا للدفاع، ربما أنشأ لنفسه جيشا لحمايته في حال تزعزع وضعه الداخلي، خشية اندلاع مظاهرات شعبية أو عمليات عنيفة من معارضيه، وفي ظل الوضع الناشئ، فإن إمكانية تشوب عمليات اغتيال متبادلة بين مؤيدي ومعارضي ابن سلمان بات سيناريو قائما".


وختم بالقول إن "خاشجقي كأنه ينظر إلى ابن سلمان من أعلى، ويفرك يديه فرحا، وهو يرى من قتلوه في وضعهم الحالي، بل يرى مآلات العائلة السعودية تتفكك وتتشاجر، والمملكة بأسرها عالقة في مستنقع من الدماء والدموع والنار، كما هو الحال في اليمن والعراق وسوريا، وهذه البلدان تورطت السعودية في حروبها الأهلية الداخلية".


وأوضح أنه "بجانب متابعة الجهات السعودية المعارضة لابن سلمان لقضية خاشقجي، ونتائجها على وضعه الداخلي، فإن جهات إقليمية ودولية تنتظر هذه المآلات، مثل إيران وإسرائيل والولايات المتحدة".