سياسة عربية

"عربي21" تكشف تفاصيل جديدة عن عملية إسرائيل السرية بغزة

الوحدة الخاصة تسترت تحت غطاء جمعية خيرية ومكثت في غزة أسابيع- صفا

كشف مصدر خاص، تفاصيل جديدة ومثيرة عن العملية الأمنية الإسرائيلية السرية، التي نجحت المقاومة الفلسطينية في إفشالها، عقب اكتشافها لعناصر القوة الإسرائيلية الخاصة التي تسللت إلى قطاع غزة.

وذكر المصدر تفاصيل تطور التحقيقات في العملية الأمنية الإسرائيلية الفاشلة التي جرت الشهر الماضي شرق خانيونس؛ مشيرا في هذا الصدد إلى أن عناصر كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، تمكنوا من "تثبيت القوة الإسرائيلية، والتحقيق معها لنحو 40 دقيقة".

ونوه في حديث خاص لـ"عربي21"، أن "من قاد التحقيق الميداني مع القوة الإسرائيلية، قرر نقلهم لأحد مواقع المقاومة لاستكمال التحقيق معهم، بعد جرى الشك في روايتهم، و إجابتهم على الأسئلة التي وجهت إليهم".

وأضاف: "عندها قام أحد أفراد القوة الإسرائيلية، بإطلاق النار على القائد نور الدين بركة ما أدى إلى استشهاده، وعلى قائد آخر أصيب بجراح، وتمكنوا من الهرب من المكان عبر سيارتهم (باص صغير الحجم)، لكن القائد الجريح تمكن من الاتصال مع قيادة القسام بالمنطقة وإبلاغهم بما حدث".

ولفت إلى أنه "في هذه اللحظة، بدأت عملية مطاردة واسعة للقوة الإسرائيلية من قبل المقاومة، وبدأ الطيران الحربي الإسرائيلي بالتدخل بقوة، واستهدف كل من يحاول الاقتراب من تلك القوة التي هربت نحو قطعة أرض زراعية، توجد في منطقة نائية بمدينة عباس الكبيرة شرق خان يونس".

وتابع المصدر: "تبين أن القوة اتخذت من هذه الأرض التي تبلغ مساحتها نحو 400 متر مربع، قاعدة لتنفيذ مهمتها السرية التي قدمت لأجلها؛ ومنها تركيب أجهزة تنصت عالية الدقة"، لافتا إلى أن "الطيران الإسرائيلي قصف كل من حاول التوجه نحو هذه الأرض، وعمل حولها حزام ناري لمنع اقتراب عناصر المقاومة من القوة".

حزام ناري


وأضاف: "وخلال وقت محدود جدا، نزلت قرب هذه الأرض التي تبتعد عن السياج نحو 2 كم، طائرة هليكوبتر وأنقذت القوة الإسرائيلية الهاربة من نيران المقاومة"، مضيفا: "ورغم كثافة النيران الإسرائيلية، إلا أن مجموعة استشهادين من عناصر كتائب القسام، تمكنوا من الوصول إلى باص القوة قبل تدمير، واغتنام العديد من الأشياء المهمة".

وأكد المصدر، أن "المقاومة عقب اكتشاف القوة، قادت عملية أمنية واسعة، تمكنت من خلالها من اعتقال العديد من العملاء المشاركين بشكل مباشر وغير مباشر في العملية الإسرائيلية"، موضحا أن "التحقيقات كشفت أن هناك تنسيق مباشر بين الإسرائيليين وقيادات نافذه في جهاز المخابرات الفلسطيني برام الله"، وفق تأكيده.

كما أظهرت التحقيقات أن "القوة الإسرائيلية وصلت القطاع قبل نحو شهرين من اكتشافها عبر منطقتين؛ أحدهما معبر تديره السلطة الفلسطينية ويسيطر عليه الاحتلال (على الأغلب إيرز)، والمنطقة الثانية؛ عبر نقطة في السياج الفاصل شرقي القطاع"، وفق المصدر.

ونبه المصدر في حديثه لـ"عربي21"، أن "المعلومات التي حصلت عليها المقاومة، كشفت من خلالها مسار القوة الإسرائيلية داخل القطاع، حيث قامت باستئجار شاليه بخان يونس، كي تنطلق منه للعمل ليلا في منطقة عبسان"، لافتا إلى أن "القوة الإسرائيلية، كان من بينهم خبراء في مجالات مختلفة ومنها الاتصالات".

وذكر أن "القوة الإسرائيلية التي تنكرت بهيئة نشطاء إغاثة، كانت تبدأ العمل في قطعة الأرض بعبسان في حدود الساعة 20:30 وحتى الساعة 3 فجرا"، منوها أن "هذه المنطقة في هذا التوقيت، قليل جدا من يدخلها".

أكياس رمال


وكشفت التحريات، أن القوة الإسرائيلية "قامت بعملية حفر محددة داخل الأرض، ونقلت الرمال في أكياس صغيرة، وكانت تغطي الحفرة المحددة بأعشاب كي لا يتم اكتشافها"، مبينا أن "المنطقة التي جرت فيها الحفريات قريبة جدا من مسار لشبكة اتصالات تابعة للمقاومة".

وأدى اكتشاف عناصر "كتائب القسام"، للقوات الخاصة الإسرائيلية شرق مدينة خانيونس مساء الأحد 11 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، إلى اشتباك المقاومة معها وقتل ضابط إسرائيلي وجرح آخر، واستشهاد سبعة من عناصر المقاومة، وأعقب ذلك جولة تصعيد عسكري استمرت 48 ساعة.

واعتبرت هذه الجولة، هي الأخطر منذ حرب 2014، وشنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات على قطاع غزة، ما دفع المقاومة للرد بقوة واستهداف المستوطنات الإسرائيلية بغلاف غزة، وتوسيع دائرة الرد نحو قلب عسقلان، استهداف حافلة جنود إسرائيليين بصاروخ "كورنيت".

وقامت فصائل المقاومة بغزة بتشكيل "غرفة عمليات مشتركة، وتم رصد إطلاق المقاومة نحو 460 صاروخا من قطاع غزة تجاه المستوطنات الإسرائيلية ومنطقة عسقلان، وفق إحصائية لجيش الاحتلال الذي زعم أن القبة الحديدية اعترضت نحو 130 منها.

وبلغ إجمالي عدد الشهداء الفلسطينيين في هذه الجولة 14 فلسطينيا، أحدهم قائد في "كتائب القسام"، وأصيب نحو 27 آخرين، نتيجة العدوان الإسرائيلي.