سياسة عربية

رئيس حكومة أردني أسبق: الثقة بين الحاكم والمحكوم مهزوزة

قال إن المنطقة ملتهبة ومصيرها غير واضح- قناة رؤيا الأردنية

وجه رئيس الوزراء الأردني الأسبق طاهر المصري، انتقادات حادة للأوضاع في بلاده، وقال إن "الثقة بين الحاكم والمحكوم مهزوزة، وقناعات الناس في محل، والاجراءات في محل آخر".

وفي مقابلة مع موقع "مدار الساعة" المحلي ومن خلال تصريحاته التي توصف بـ"الثورية"، أشار المصري إلى أن "الناس تعرف كل شيء، بل وتزيد معلومات إضافية، والرأي العام مطلع ويعرف، إما عبر المصادر المحلية أو الخارجية، ومن يراقب الإعلام، يعرف الكثير".

وأضاف: "الأردن مثل الغواصة التي تنزل تحت أعماق المياه، وفي ميكانيك الغواصة، العطب يعني الغرق والعطب يعني الموت" وتابع: "الحل في قيام الحكومات بدورها الصحيح، حتى يقوم الكابتن بما عليه القيام به.. لكن حال البلد صعب".

ولفت إلى أن وضع المنطقة ملتهب، ومصيرها غير واضح، والمتغيرات في العالم العربي وقياداته وتحالفاته تعمل كالمرجل، والمتغير الجوهري هو في الساحة الفلسطينية، وفيها الكثير من المتغيرات".

ودعا المصري إلى "تشكيل أجواء لدى الناس في الأردن، أننا جادون وشرفاء ووطنيون ونريد إصلاح ما جرى تخريبه، ولسنا في سيبل مكسب شخصي أو مالي، بل حماية البلد من انهيار ومصير مظلم".

وتابع، "نحن في المملكة لدينا وضع غريب عجيب، فنحن نرفض كل اقتراحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب حيال القضية الفلسطينية، ثم إننا لا نستطيع وحدنا حماية الفلسطينيين، وأخيرا لا حل من دون الأردن".

 

إقرأ أيضا: الإمارات تعلن دعمها للأردن بـ300 مليون دولار

ورأى أن الأوضاع وصلت إلى مرحلة "بالغة السوء بحيث لا رئيس الوزراء أو غيره بمقدوره إصلاح الأمر لوحده" مطالبا بفريق متكامل "يضم أعضاء من صفات وليس أسماء بعينهم، يمتلكون كفاءة ومبادئ عامة وشرفا وأخلاق".

وقال إن "الكيان (في الأردن) كله كان على وشك السقوط بعد غزو الكويت، ورغم ذلك أدرنا الأمور، ولم نكن حينها بحاجة إلى شرطي" مضيفا "الكل التزم لماذا؟ لكن هناك ثقة، وشعبا اتخذ موقفا كاسحا وملكا وقف مع شعبه".

ورأى أن هناك "عصرا يهوديا قادما، لأن ملامح المرحلة ظاهرة للعيان". وتابع "نحن اليوم ندخل المرحلة اليهودية الثالثة، فلدينا ترمب وعرب همل، ومستوى التدخل كبير، والأوروبيون جبناء، واليهود غيروا الخريطة السكانية للضفة الغربية، وجلسوا في البحر الأحمر. ثم بات الهيكل جاهزاً، المملكة التوراتية صارت جاهزة".

واتهم المصري جماعة الإخوان المسلمين عام 1989، والتي شهدت أول برلمان بعد رفع الأحكام العرفية، بتعطيل "مسيرته الإصلاحية".

وقال: "لو أني بقيت، وساروا معي، لكنّا حققنا أشياء جيدة للبلد.. حينها كنت صادقا وجادا فيما طرحته، وهذا ما آلمني، وغابت عن الاخوان المسلمين الحقائق، وعمّق ذلك خوفهم المتجذر فيهم أنهم جماعة مضطهدة".

وشدد بالقول: "لا أريد أن أقول إن الإخوان أسقطوا حكومتي، لكنهم جعلوني أترك الحكم، ثم بعد سنوات عندما ظهرت مواقفي واضحة، بعيدا عن المنصب، اكتشفوا أني لست كما كانوا يقولون عني، وبدأ تعبيرهم الخجول بعدم صواب ما فعلوه بي".

واعتبر أن ما حصل "تجربة كانت تؤلمني.. كنت أعلم من أنا، ابن البرلمان ورغم ذلك أوقفوا مشروعي".

لكنه في الوقت ذاته أكد أن مجلس نواب 89، يختلف عن المجلس الحالي وقال: "المجلس مختلف والقيادة كذلك".