أفكَار

كيف أدار إسلاميو المغرب الحكم لفترتين متتاليتين؟ وزير يجيب

محمد يتيم: العدالة والتنمية أول حزب سياسي يقود الحكومة لفترتين متتاليتين- (صفحة العدالة والتنمية)

شكلت مرحلة الربيع الديمقراطي مرحلة حاسمة في تطور مسار حزب العدالة والتنمية المغربي والانتقال من ضفة المعارضة إلى ضفة التدبير.

يتعين أن نشير إلى الملاحظات التالية في ما يتعلق بالربيع الديمقراطي المغربي:

ـ أن الربيع الديمقراطي المغربي بصيغته المغربية كان متميزا من حيث أنه كان حراكا شبابيا في الأساس.

ـ أن الحراك الشبابي في المغرب لم يفض إلى نفس المآلات التي شهدتها المنطقة العربية بسبب تحول الحراك السياسي في عدد من الدول العربية إلى اعتصامات في الميادين أفضت إلى انهيار عدد من  الأنظمة الاستبدادية في المنطقة مثل ما هو الشأن في الحالة التونسية والحالة المصرية والحالة الليبيبة، أي  إلى تفكك أجهزة الدولة وتدهور الاستقرار السياسي والاجتماعي وحروب أهلية في كل من ليبيا وسوريا واليمن.

ـ أن الدولة المغربية كان تعاملها تعاملا استباقيا متجاوبا مع مطالب الحراك الشبابي، حيث أطلق الملك محمد السادس مبادرة إصلاحية في خطاب وجهه للشعب المغربي يوم التاسع من آذار (مارس) 2011  تمثلت في الإعلان عن صياغة دستور جديد بأفق تعزيز الخيار الديمقراطي تم حوله وقبل اعتماده تشاور واسع مع مختلف الفرقاء السياسيين والاجتماعيين والمدنيين.

ـ أن هذه المرحلة كانت قد تزامنت مع توجه سياسي اعتمده الحزب قائم على "مواجهة التحكم"، وهو الذي تمت ترجمته في شعار الحملة الانتخابية لاستحقاقات 26 تشرين الأول (أكتوبر) 2011 القائم على "مواجهة الفساد والاستبداد".

ـ أن الحزب رفض الخروج في تظاهرات الحراك الشبابي لحركة 20 فبراير 2011 خشية من تدحرج الاحتجاج إلى حالات الاعتصام بالميادين التي أدت إلى إسقاط عدد من الأنظمة العربية في حين تبنى الحزب شعار "الإصلاح في نطاق الاستقرار".

حزب العدالة والتنمية يتصدر الانتخابات لولايتين متتاليتين

خرج حزب العدالة والتنمية متصدرا للمشهد السياسي بعد تصدره للانتخابات التشريعية، مما قاده  للانتقال من موقع المعارضة إلى موقع التدبير، مما جعل المؤتمر الاستثنائي السادس الذي اتخذ له شعارا: معا من أجل البناء الديمقرطي.. الفترة الأولي: تبنى فيها الحزب شعار "الإصلاح في نطاق الاستقرار" شعارا مؤطرا لعمل الحزب وذلك على إثر تصاعد حركة الربيع الديمقراطي في المنطقة والحراك الشبابي لحركة 20 فبراير في المغرب، وتبلور في هذا السياق شعار مناهضة الاستبداد ومكافحة الفساد شعارا لانتخابات 2011.

وقد تبنى الحزب بعد إقرار الدستور الجديد، سيناريو متفائلا بالنظر إلى ما حمله الدستور الجديد من مضامين إصلاحية تسير في تعزيز الخيار الديمقراطي وتبشر بمبادئ الحكامة وتضع عددا من مؤسساته، وبالنظر إلى ما كانت تتيحه المرحلة الجديدة وتحولاتها من فرص مبنية على خصوصية الحالة المغربية في المنطقة العربية.

كما أن الحزب قد بصم من خلال تدبيره للشأن العام من منطلق قيادة الحكومة على نتائج هامة وغير مسبوقة، وهو التقييم الذي أكده التقدم الانتخابي الكبير في الانتخابات المحلية، حيث أصبح يسهم في تدبير كبريات المدن المغربية التي تعرف تحولا كبيرا على مستوى البنيات والإنشاءات والخدمات، وزكاه تصدره للانتخابات التشريعية لسنة 2016، حيث ستكون هي المرة الأولى في تاريخ المغرب التي سيقود فيه حزب سياسي مغربي الحكومة لولايتين متتاليتين..

 

إقرأ أيضا: محمد يتيم: هذه جذور إسلاميي المغرب التاريخية والسياسية

 

إقرأ أيضا: قصة إسلاميي المغرب والعبور من المساندة النقدية إلى المعارضة

 

إقرأ أيضا: محمد يتيم: هكذا واجه إسلاميو المغرب سياسة الاستهداف