سياسة دولية

تصعيد شرق أوكرانيا.. ودعوة لـ"عقوبات استباقية" على روسيا

الرئيس الأوكراني زيلنسكي يقول إنه يريد السلام- جيتي

يتصاعد التوتر على طول الجبهة الفاصلة بين قوات الحكومة الأوكرانية والانفصاليين شرق البلاد، وسط تأكيد أمريكي على استعدادات روسية لشن هجوم على أوكرانيا.

 

التطورات الميدانية

 

وميدانيا ذكر الإعلام الروسي نقلا عن الانفصاليين شرقي أوكرانيا، اعتقال عميل أوكراني كان يخطط لهجمات إرهابية في دونباس.

 

وقال مسؤول في شرطة دونيتسك الانفصالية، إنهم يتوقعون تصعيدا وزيادة في عدد الهجمات التي يشنها الجيش الأوكراني، مشيرا إلى أن الأوضاع على خط التماس حرجة للغاية.

 

وأعلن انفصاليو دونيتسك ولوغانسك الموالين لروسيا شرقي أوكرانيا، التعبئة العامة، على خلفية التوتر العسكري في منطقة دونباس.

 

وأصدر رئيس إقليم دونيتسك، دينيس بوشيلين، بيانا، السبت، أعلن فيه التعبئة العامة، داعيا جنود الاحتياط للحضور إلى مكاتب التجنيد العسكرية.


وقال بوشيلين: "أحث المواطنين الموجودين في الاحتياط على إبلاغ مكاتب التجنيد العسكري. لقد وقعت اليوم مرسوماً بالتعبئة العامة".

 

بدوره، أعلن زعيم إقليم لوغانسك، ليونيد باشنيك، في منشور على الإنترنت، التعبئة العامة في الإقليم.


وجاءت التعبئة العامة وسط عملية إجلاء جماعي للنساء والأطفال وكبار السن من الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون في منطقتي دونيتسك ولوغانسك إلى روسيا المجاورة.

 

اقرأ أيضا: اشتباكات في دونيتسك الموالية لروسيا.. وماكرون يقود وساطة
 

وأعلن حرس الحدود الأوكراني تعرض معبر شاستيا بين أوكرانيا والانفصاليين لقصف بقذائف الهاون.

 

ونقلت وكالة رويترز عن الجيش الأوكراني، أن مرتزقة وصلوا إلى دونيتسك لتنفيذ أعمال استفزازية إلى جانب الاستخبارات الخاصة الروسية.

 

وقتل جندي أوكراني في دونباس وهو الثاني خلال الـ24 ساعة، في قصف للانفصاليين.

 

وأشارت وسائل إعلامية، إلى أنه تم إجلاء مسؤولين أوكرانيين وصحفيين أجانب خلال زيارة لمناطق الصراع بعد قصف نفذه الانفصاليون، فيما لفتت إلى سقوط قذاف أثناء تفقد وزير الداخلية الأوكراني خط الجبهة.

 

وقال وكالة "تاس" الروسية، إن الأوضاع في دونباس تزداد توترا، مع زيادة في القصف على طول خط التماس.

 

ونقلت عن مصادر، أن قذيفتين انفجرتا فجر السبت، في محيط قرية ميتياكينسكايا بمنطقة تاراسوفسكي، على بعد نحو كيلومتر عن الحدود الأوكرانية، دون أن تلحقا أي أضرار مادية أو إصابات بشرية.

 

وأكد مصدر في أجهزة إنفاذ القانون للوكالة أن إحدى القذيفتين هي مقذوفة حارقة من عيار 120 ملم أطلقت على الأرجح من راجمة صواريخ من طراز "غراد" (أي ذخيرة محرمة بموجب اتفاقات مينسك).


وأكد متحدث باسم إدارة منطقة تاراسوفسكي لـ"تاس" أن قذيفة أخرى سقطت على منزل سكني في أحد المزارع بالمنطقة نفسها، ما ألحق ضررا بسقفه، دون وقوع إصابات بشرية.

 

من جهتها نفت أوكرانيا عبر وزارة خارجيتها سقوط قذائف أوكرانية في روسيا، مؤكدة أنها لم يتم تنفيذ أي قصف من هذا القبيل.

 

الرئيس الأوكراني يريد السلام.. ويدعو لعقوبات استباقية على روسيا

 

بدوره قال الرئيس الأوكراني فلودومير زيلنسكي، إنه يريد السلام، مؤكدا على رغبته للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

 

وأضاف زيلنسكي، أنه لا يمكن العيش في دولة يتردد فيها أن الحرب ستقع غدا، مؤكدا أن ذلك يؤثر على الاقتصاد ويدفع المستثمرين للهرب.

 

وطالب الرئيس الأوكراني بفرض عقوبات على روسيا قبل الحديث عن بدء الحرب، مشيرا إلى أنه إذا هاجمت روسيا البلاد سيكون الوقت قد فات لتطبيق أي عقوبات.

 

اقرأ أيضا: بوتين يشرف على تدريبات نووية شملت صواريخ باليستية (شاهد)
 

وأكد أنه وجه الكثير من الإشارات من أجل الحوار، مضيفا جاهزيته لمحادثات في أي مكان ومع أي طرف.

 

وتابع، بأنه عرض على بوتين اختيار طريقة الحوار التي يرغب بها والشركاء الذين يريدهم، قائلا: "لنتحدث ونتحاور".

 

وأكد أنهم سيقومون بحماية بلادهم "مهما كان حجم القوات"، نافيا مزاعم روسية بسقوط قذائف من أوكرانيا.

 

واشنطن: روسيا تستعد للهجوم

 

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، السبت، إن "روسيا اتخذت القرار على ما يبدو وتتحرك لمواقع تمكنها من شن هجوم على أوكرانيا".


وفي إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال أوستن، في مؤتمر صحفي من ليتوانيا، "إذا نظرت إلى الموقف الذي يتبناه اليوم، فمن الواضح أنه اتخذ قرارا وأنهم يتحركون إلى المواقع الصحيحة لشن هجوم"، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.


وحول التوصل إلى حل دبلوماسي، قال أوستن: "أعتقد أننا يجب أن نحاول حتى اللحظة الأخيرة التي لا يكون فيها ذلك ممكنا".

 

مجموعة السبع: لا مؤشر على تراجع النشاط الروسي

وقال وزراء خارجية دول مجموعة السبع السبت، إنهم لا يرون أي دليل على أن روسيا تقلص النشاط العسكري بالقرب من حدود أوكرانيا وإن "قلقهم الشديد" إزاء الوضع لا يزال مستمرا.


وأضافت الدول في بيان مشترك أصدرته وزارة الخارجية البريطانية: "ندعو روسيا إلى اختيار طريق الدبلوماسية وخفض التوتر وسحب القوات العسكرية بشكل أساسي من المناطق القريبة من حدود أوكرانيا والوفاء الكامل بالالتزامات الدولية".


وقال البيان: "نتوقع، كخطوة أولى، أن تنفذ روسيا الخفض المعلن لأنشطتها العسكرية على حدود أوكرانيا. لم نر أي دليل على هذا الخفض".

 

المفوضية الأوروبية: الأحداث قد تغير النظام العالمي

 

واعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن الأحداث الحالية المتعلقة بأوكرانيا "من شأنها تغيير النظام العالمي الحالي بأسره".

وقالت في كلمة ألقتها بمؤتمر ميونخ للأمن، السبت، إن "العالم يراقب أكبر احتشاد للجنود على الأراضي الأوروبية منذ أحلك أيام الحرب الباردة".

وتابعت أن "الأحداث التي نشهدها هذا اليوم يمكن أن تغير النظام العالمي بأسره".

وأوضحت المسؤولة الأوروبية أن "الأوكرانيين احتفلوا مؤخرا بالذكرى السنوية الـ30 لاستقلالهم. هناك جيل بأكمله من الأوكرانيين ولد وترعرع في بلد حر. هم أبناء الديمقراطية؛ لكنهم اليوم يواجهون على أساس يومي اعتداء وتدخلا خارجيين".

ومضت قائلة: "إننا نواجه محاولة سافرة من قبل روسيا لإعادة كتابة قواعد نظامنا الدولي".

 

اقرأ أيضا: FA: هذا ما سيحدث لو انتصرت روسيا في أوكرانيا

واتهمت روسيا والصين بأنهما "تسعيان لحقبة جديدة تحل محل القواعد الدولية القائمة".

كما حذرت من أن "الاتحاد الأوروبي والشركاء في حلف شمال الأطلسي جهزا حزمة قوية من العقوبات المالية والاقتصادية" ضد روسيا.

وقالت: "جهزنا عقوبات يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة على موسكو في حالة وقوع هجوم عسكري" على أوكرانيا.

وأضافت أن "تفكير الكرملين الذي يأتي من ماض مظلم قد يحرم روسيا من مستقبل مزدهر"، لافتة أن دول الاتحاد "تقوم بتنويع الموردين والمصادر لجعل الاتحاد الأوروبي أكثر استقلالية في مجال الطاقة".

 

 

فرنسا وألمانيا تدعوان رعاياهما إلى مغادرة أوكرانيا فورا

ودعت فرنسا وألمانيا، السبت، رعاياهما إلى مغادرة أوكرانيا فورا في ظل توتر مستمر ومخاوف من اندلاع حرب وشيكة.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان نشرته السبت، "نوصي جميع الرعايا الفرنسيين الذين لا ضرورة قصوى تتطلب بقاءهم في أوكرانيا بمغادرة البلاد"، بحسب موقع "فرانس 24" المحلي.

وأوضحت الخارجية أن "أولئك المتواجدين في أقاليم خاركيف ولوغانسك ودونيتسك" وفي منطقة دنيبرو مدعوون إلى مغادرة هذه المناطق من دون تأخير".

جاء ذلك بالتزامن مع دعوة وزارة الخارجية الألمانية رعاياها لمغادرة أوكرانيا "بصورة عاجلة" بسبب خطر اندلاع نزاع مسلح في هذا البلد.

وقالت الوزارة الألمانية، في بيان نشرته على موقعها الالكتروني، إننا "نحذر من أي سفر إلى أوكرانيا".

وأضاف البيان "نحض بصورة عاجلة الرعايا الألمان الموجودين في أوكرانيا على مغادرة البلد بدون تأخير".

كما حذرت الوزارة الألمانية من أن التوتر بين روسيا وأوكرانيا ازداد بشكل أكبر على خلفية التعزيزات العسكرية الروسية الهائلة على طول الحدود الأوكرانية.

وأكدت أن "المواجهة العسكرية بين كييف وموسكو ممكنة في أي وقت".