صحافة دولية

بوليتيكو: بغياب بوتين وشي.. من هم الأشرار في "مجموعة 20" الآن؟

الهند تملك سجلا حقوقيا في انتهاكات ضد المسلمين كذلك- جيتي
نشرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية تقريرا، سلطت فيه الضوء على المشاركين في قمة "مجموعة العشرين" وسجلاتهم مع حقوق الإنسان، في ظل غياب  فلاديمير بوتين وشي جين بينغ.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"؛ إنه على الرغم من أن الزعيم الصيني شي جين بينج والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يكونا حاضرين، فإن القائمة "ب" من الرجال الأقوياء المشاركين في هذه القمة، لديهم سجلاتهم الدامغة في مجال حقوق الإنسان.

وأضافت الصحيفة أن بعض هؤلاء الأشرار الدوليين كما وصفتهم، قد أدوا أيضا دورا حازما بشكل متزايد في المفاوضات بشأن الحرب الأوكرانية، وهي التدخلات التي رحبت بها الحكومة الأوكرانية، ومع ذلك لا يمكن تجاهل سجلاتهم المحلية. على سبيل المثال محمد بن سلمان في السعودية؛ فوفقا للاستخبارات الأمريكية، فقد وافق على القتل البشع للصحفي جمال خاشقجي، لكنه استضاف الشهر الماضي اجتماعا متعدد الأطراف في جدة يهدف إلى إطلاق محادثات السلام، وسيبقى أيضا بعد قمة مجموعة العشرين في زيارة دولة إلى الهند.

ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين المشاركين في الاستعدادات للقمة في دلهي هذا الأسبوع قوله مازحا: "لا أحد يريد التقاط صورة مع محمد بن سلمان، دعونا نواجه هذا الأمر".

وبحسب الصحيفة؛ وبشكل عام، لا يعتذر الدبلوماسيون الغربيون عن التعامل مع الأشرار في مجموعة العشرين أي لا يرون حرجا من ذلك، مما يعكس إدراكا متزايدا في العواصم الغربية بأن معركة كسب العقول بشأن الحرب في أوكرانيا لم تنجح وتحتاج إلى موافقة الدول خارج العواصم الأوروبية الثرية وأمريكا الشمالية.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، عندما سُئل هذا الأسبوع عمّا إذا كان الرئيس بايدن ينقل مخاوف الولايات المتحدة بشأن سجل ناريندرا مودي في مجال الحريات الدينية والصحفية، خلال اجتماعاته المتعددة مع الزعيم الهندي: "أنا لست هنا لتقييم الأداء".

ومن المتوقع أن يعقد بايدن اجتماعا مع ابن سلمان، الذي تبادل معه خلافات في قضايا سيئة السمعة العام الماضي، وهي إشارة للكثيرين على أنه قد تم الصفح عن كل شيء.

وبحسب الصحيفة، فقد أشاد أحد المسؤولين الأوروبيين المشاركين في الاستعدادات بالهند لعملها وراء الكواليس؛ في محاولة التوصل إلى توافق في الآراء بشأن اتفاق بدلا من الاستقرار على مواقف مختلفة.


وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب طبيعة الأمر الحساسة: "إذا نجحوا، فهذا يدل على أن مجموعة العشرين لديها مستقبل".

وأوضحت الصحيفة أن أوكرانيا ظلت القضية الأكثر إثارة للانقسام بالنسبة لدبلوماسيي مجموعة العشرين الذين حاولوا التوصل إلى بيان للقمة، مع استمرار الاجتماعات حتى وقت متأخر من مساء الجمعة الماضي.

ولفتت الصحيفة إلى أن دول مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي، يطالبان بأن تنعكس المبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة بشأن السلامة الإقليمية والسيادة الوطنية في اللغة.

بالإضافة إلى ذلك، هناك قضايا الاقتصاد العالمي؛ حيث وصل المستشار الألماني أولاف شولتس إلى دلهي، في الوقت الذي أظهرت فيه الأرقام الاقتصادية أن الإنتاج الصناعي في القوة الاقتصادية الأوروبية انخفض مرة أخرى في تموز/يوليو.

ولفتت الصحيفة إلى أن الصين  تواجه تباطؤا اقتصاديا وأزمة عقارية، لكن دولا مثل الهند هي التي تشهد نوعا من مستويات النمو المتسارعة والآخذة في الارتفاع.

وفي نيودلهي، تتناثر الملصقات العملاقة لرئيس وزراء الهند مودي مبتسما على الطرق في وسط المدينة: فهذه هي "لحظة الهند تحت الشمس"، فقد استغلت حكومة مودي فترة ولايته في الرئاسة لإظهار قدرته على أداء دور أكثر حزما في النظام العالمي.

وتشير ثقة الهند بنفسها وهي تستضيف هذا المحفل العالمي، إلى تحول جيوسياسي عميق.

واختتمت الصحيفة بما قاله 3 مسؤولين غربيين لديهم معرفة مباشرة باستعدادات القمة، من أن البرازيل وجنوب أفريقيا، على وجه الخصوص، تؤديان دورا رئيسيا وراء الكواليس بالتنسيق مع الهند للحصول على توافق في الآراء بشأن البيان الختامي للقمة، وهو الأمر الأكثر أهمية لمثل هذه الاجتماعات.