صحافة عربية

17 لمحلب و16 لإسماعيل.. حكومة محلب برئاسة إسماعيل

الصحافة المصرية - الأحد
الصحافة المصرية - الأحد
هكذا غردت صحيفة "المقال"، برئاسة إبراهيم عيسى، خارج سرب التسويق الدعائي للحكومة الجديدة، الذي سيطر على الصحف المصرية الأحد 20 أيلول/ سبتمبر 2015، متسائلة: لماذا تم تغيير محلب طلما أن وزراءه مستمرون، وأن رئيس الحكومة الجديد يقول نفس تصريحاته؟ ولماذا تم فصل وزارات، ثم إعادة دمجها، ودمج أخرى تم فصلها من قبل؟ ارتباك أم عشوائية؟

الصحيفة واصلت تساؤلاتها، التي جاءت بمثابة قذائف ثقيلة، ونقلت ما يعتمل في صدور كثير من المصريين، فقالت: هل يمكن اعتبار حكومة أغلبيتها من الحكومة السابقة "حكومة جديدة"؟ ولماذا ظهر وزراء سابقون، واستمر وزراء كانوا على وشك الخروج؟

الصحيفة شددت، والأمر هكذا، على أن الحكومة "الجديدة" ليست "جديدة"، وأن رئيس وزرائها بتصريحه الذي قال فيه إن حكومته لا تمتلك عصا سحرية لحل المشكلات.. قد صادر على مطالب الناس، ولم يعدهم حكومته بشيء واضح أو خطة وبرنامج معين يلتزم بتنفيذه، مضيفة أن حكومة محلب هي التي أدت اليمين الدستورية أمس، ولكن برئاسة إسماعيل (!)

لكن بقية الصحف المصرية، الخاصة والحكومية، كان لها رأي آخر، وبعضها كان في غاية الاستفزاز للرأي العام، وفق مراقبين.

فقد نقلت "اليوم السابع" عن "مصادر سياسية عليا" تأكيدها أن "الحكومة مستمرة بعد انتخابات النواب".

وهذا هو المانشيت الذي فاجأت به الصحيفة الرأي العام، مشيرة إلى أن (رئيس الانقلاب) عبدالفتاح السيسي قد طمأن الوزراء، لكنه وضع 18 تكليفا شرط الاستمرار (!)

ومع صورة "حكومة شريف إسماعيل في لقطة تذكارية مع السيسي بعد أداء اليمين أمس"، التي تصدرت غالبية الصحف، قالت المصري اليوم: "إسماعيل ورجاله يحلفون يمين 8 الصبح"، وذلك في إشارة من الصحيفة إلى "يمين 7 الصبح"، الذي أدت فيه حكومة محلب يمينها من قبل.

ونقلت "المصري اليوم" عن وزير الزراعة الجديد، عصام فايد، قوله إن اجتماع الحكومة مع السيسي قد استمر ساعتين، وإنه خصص 20 دقيقة للحديث عن الإعلام، نظرا لأهميته.

فيما نقلت عن المتحدث باسم مجلس الوزراء حسام القاويش، قوله إن أول اجتماع عقده مجلس الوزراء الجديد أمس ناقش: توفير الوقود، والانتخابات.

لكن "المصري اليوم" - في معرض نشرها "كواليس وأسرار الحكومة الجديدة" - كشفت وجود "غضب في الوزارات "المدموجة"، وأكدت أن أوضاع المستشفيات أطاحت بوزير الصحة السابق عادل عدوي.

ورأت "الشروق" في كون: "33 وزيرا هم عدد أعضاء الحكومة الجديدة، وبينهم 16 جديدا"، حسبما قالت، يُعد: حكومة السيسي الثانية.. "من داخل الصندوق"، مشيرة إلى أن السيسي أمر خلال اجتماعه بالحكومة عقب أدائها اليمين، بمراعاة الفئات الأشد فقرا، وتشديد الرقابة على الأسعار، بينما نسبت إلى رئيس الوزراء الجديد قوله: "سنواجه الفساد بكل قوة".

وأشارت "الشروق" أيضا إلى "صدور قرار جمهوري بتعيين محلب مساعدا للرئيس للمشروعات القومية والاستراتيجية، "لاستكمال ما شارك في إنجازه من مشروعات"، وفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة.

أما "الوطن" فرأت في مانشيتها، أن "حكومة "الظروف الصعبة تدخل "الاختبار"، مشيرة إلى تصريح شريف إسماعيل - لمحرري مجلس الوزراء أمس - الذي قال فيه: "إن المرحلة الحالية صعبة، وربنا يقدرنا عليها"، مضيفا أن "الفساد لا مكان له، إذا أردنا أن نتقدم، والحكومة ستتعامل معه بحزم".

وأضافت "الوطن" - نقلا عن المتحدث باسم الرئاسة، علاء يوسف - أن السيسي شدد، خلال اجتماعه بالحكومة، على "أهمية استكمال البنية الديمقراطية، وتحسين مستوى معيشة المواطنين، وتحقيق العدالة الاجتماعية، والحفاظ على الأمن القومي".

وذكرت "الوطن" أن عددا من الوزراء الجدد تعهدوا، في حوارات معها، بمواجهة الفساد، وحل أزمات المواطنين، كما أنها نقلت عن رئيس الوزراء قوله: "لا نمتلك "عصا سحرية" لحل أزمة "سد النهضة".

وفي هذا الصدد نقلت "الوطن" عن رئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب قوله: "سأخدم بلدي في أي منصب"، وقول وزير العدالة الانتقالية إبراهيم الهنيدي: "لا أعلم سبب استبعادي".

ودافع وزير الصناعة والتجارة منير فخري عبدالنور عن نفسه قائلا: "لا أتحمل تراجع الصادرات".

وقال وزير التعليم العالي السابق السيد عبدالخالق: "لا علاقة لي باستثناء أبناء الكبار".. في حين قال وزير النقل هاني ضاحي: "ستعلمون إنجازاتي"!

أما أطرف ما ذكرته "الوطن" فهو ما نقلته على لسان عدد من المواطنين من القول: "الحكومة جديدة.. بس الوزراء فرز تاني"، مشيرين إلى أن تكرار الأسماء القديمة قد أصابهم بالإحباط.

تكليفات السيسي للحكومة الجديدة بتحسين مستوى معيشة المواطن، وتأهيل الشباب للقيادة، هو ما تصدر أيضا صحيفة "الأخبار"، التي تصدرتها أيضا الصورة التذكارية للحكومة الجديدة مع السيسي.

ونقلت "الأخبار" عن شريف إسماعيل قوله في أول مؤتمر صحفي له: ندرس لائحة قانون "الخدمة المدنية"، والبقاء للمحافظ الأصلح.. إعداد الترتيبات النهائية لإجراء الانتخابات البرلمانية بشفافية.. لا توجد أزمة بنزين.. وتوفير احتياجات العيد والمدارس".

العناوين نفسها، تكاد تكون منسوخة بجريدة "الأهرام"، التي، جاء مانشيتها، بملء الصفحة الأولى، كالتالي: "تكليفات الرئيس للحكومة الجديدة بعد أداء اليمين: تحسين مستوى المعيشة وتحقيق العدالة الاجتماعية والتواصل مع الشعب.. إرساء دعائم الدولة، وتأهيل الشباب، وإنجاز المشروعات الوطنية الكبرى".
التعليقات (0)