قضايا وآراء

شتاء 2016

1300x600
انتهى شهر رمضان (كل عام وأنتم بألف خير)، وانتهى معه السباق المحموم للمسلسلات المصرية والعربية. لعله من الملفت للنظر هذا العام خطوة قامت بها الميديا المصرية في تركيا، عبر مسلسل "شتاء 2016"، حيث أرادت الشركة المصرية المنتجة في تركيا، أن تضع ما يُمكن تسميته "القوة الناعمة" على بداية الطريق. وهذا ما كنا نترقبه وننتظره من فترة طويلة.

بدون تحيز أو تعصب، أعتقد أن مسلسل "شتاء 2016"، بالمقارنة مع مسلسلات رمضان التي أُنتجت في مصر هذا العام، له ميزات مهمة؛ يجب التوقف عندها، مع تحفظاتي.. بالعودة للمقارنة:

1- قسم لا يستهان به من المسلسلات التي أنتجت داخل مصر كانت منقولة أو منسوخة من أعمال أجنبية، بدءا من القصة والسيناريو انتهاء بالتمثيل والإخراج. هناك بعض المسلسلات حصلت على حق تقديم المسلسل منقولا عنها، فهل أجدبت مصر من مبدعيها؟ سؤال مهم يطرح نفسه؛ حين يتم هذا النوع من النقل المُخّل والمخجل.

2- معظم المسلسلات المُنتجة في الداخل جاءت مع الأسف، مُقولبة وبعيدة عن الرؤية التي يمكن أن تتعاطى مع الواقع، وتُلامس مشكلات وهموم الناس الحقيقية، ولجأت لمواضيع مصطنعة كالجريمة على الطريقة الغربية على سبيل المثال.

جاء عنصر التمثيل باهتا وباردا أو فيه مبالغات وفاقدا للحميمية؛ إلا في ما ندر من تلك المسلسلات.

نأتي لمسلسل "شتاء 2016". باستثناء كاتب هذه السطور والنجم الصديق سيد بدرية، نجد أن أهم ما يميزه :

1- في عنصر التمثيل: الممثلون الذين ينتمون لجيلين مختلفين في الأعمار والباع والخبرة؛ لكن مع ذلك استطاعوا العمل بروح الفريق، الذي يتبادل الاحترام والمودة والحرص على روح التعاون النبيلة. وبرأيي أن الجيل الشاب منهم، كان أفراده قد سجلوا أدورا أهم ما فيها الطبيعية والصدق بالأداء. 

2- شارة المسلسل بالفعل كانت أغنية فاتنة بالصوت الساحر الأداء المتميز، للفنانة المُبدعة رشا رزق.

3- الموضوع جاء من قلب الواقع المصري، فهو يلامس معاناة الناس في قضية الهجرة غير الشرعية. ولعل ذلك الموضوع هو الذي جعل الناس تتعاطف مع المسلسل، رغم المشكلات الفنية.

4- برأيي، يُحسّب للشركة المنتجة هذه المبادرة الجريئة التي قد تُشجّع على مبادرات أخرى، مما قد يؤدي لخلق تيار جديد للقوة الناعمة علها تستطيع؛ خلق تيار فني جديد له استقلالية متفلتا من ضغط وتدخل السلطات أي كان نوعها.

بتصوري جاء هذا المسلسل ليُحرّك المياه الراكدة. وآمل أنا شخصيا أن يقوى ويتجذر، ليؤكد للجميع أنه آن الأوان لنتجاوز خلافاتنا وانقساماتنا وننظر بعين الرحمة والتسامح لبعضنا، ونتعاون لصنع ربيع نحلم به ينبت من وحي "شتاء 2016".