سيكون التحالف مع "إسرائيل" ثابتا إماراتيّا لا تراجع عنه، إلا بفعل هزّات ضخمة تُخِلّ بالتوازنات التي سمحت بهذا التحالف، وما سوى ذلك من سياسات تدوير الزوايا، كالمصالحة مع تركيا، والحفاظ علي وتيرة هادئة في العلاقة مع إيران، فهي متغيرات لا تتناقض والتحالف مع "إسرائيل"..
كانت الجماهير تزحف لتشييع الرجل الذي يشبهها، الرجل الذي رسخ في الميدان ولم يفارقه، ولم يتلبّس بأيّ مظهر طبقيّ مخالف لعامّة الناس، ودفع ثمن مشاركته في الحكومة التي شكلتها حماس، من أمنه واستقراره ورزقه. وبالرغم من ذلك ظلّ على طريقه، بلا تغيير يُذكر
افتقار المشهدية الإعلامية العربية الراهنة لعنصري المهنية والمصداقية، فمنافسو الجزيرة سقطوا في هذا الاختبار، بينما الفردانية الإعلامية التي تتيحها مواقع التواصل الاجتماعي، وممكنات شبكة الإنترنت، تقصر عن التزام المهنية المطمئنة للجمهور، أو القدرة الواسعة على التنوع وتقديم الخدمات والإحاطة بالأحداث
أهمية هذا النوع من الرجال، في الفرادة المركّبة من الرؤية النظرية والفاعلية في الواقع، وإذا كان البعض قد يحقق "طفرته" في حقل من حقول الصراع، كالحقل العسكري مثلا، فإنّ ثمة من يبسط "طفرته" على رقعة الصراع كلّها، وكان الشقاقي من هذا الصنف الثاني..
يمكن النظر في الخطابات العامة، بما يتخلّلها من تعبئة عامّة، للبحث عن وجود رؤية إعلامية تبقي القدس والمسجد الأقصى في صدارة المعلومات اليومية والاهتمام اليومي للفلسطيني. ولا يكفي والحالة هذه وجود بعض المؤسسات المهتمة، أو بعض المؤسسات الإعلامية التي تتسمّى بما يرتبط بالقدس والمسجد الأقصى
لنعد بالسؤال إلى أصله، وهو لماذا قرروا حفر نفق بأدوات بدائية لا تكاد تصلح لفعل شيء، ومن المتوقع أن يُكتشف نفقهم في ورديات التفتيش اليومية، في أيّ لحظة، كما تقول كذلك طبيعة الأشياء، وكما تروي التجربة الطويلة مع محاولات الهرب من سجون الاحتلال؟!
مقاومة طالبان ودلالاتها التاريخية والسياسية شيء، ونموذجها في التدين والحكم، وما قد تؤول إليه تجربتها شيء آخر، وهذه من البدهيات التي لا ينبغي أن يكون ثمة حاجة للاستدراك الدائم بها مخافة سوء الفهم، بيد أنّ العقول المسكونة بالنماذج المتكلّسة، تستدعي مثل هذا التذكير المستمرّ بالبدهيات!
غير متوقع من الحركة أن تتبنى الرؤى السياسية والأفكار الاجتماعية والآراء الدينية التي باتت تسود في أوساط ما يُعرف بالإسلام السياسي، فالمرجعية الدينية للحركة، التي تلتزم التزاما حرفيّا بمقررات الدرس الفقهي الحنفي الديبوندي، لن تبتعد كثيرا في تجلياتها في الإدارة والحكم والتشريع عن تجربة الحركة السابقة
يبدو تشوّش الأهداف المقرون بعصبية الوسيلة.. من أكبر إخفاقات الحركة الإسلامية الراهنة، لاسيما تلك التي تُصَنَّف في خانة "الإسلام السياسي"، وفي حين تحتاج الوسائل ومجالات الاشتغال إلى مراجعة دائمة، وبحث في الجدوى، وفي صوابية المسار، فإنّ المراجعة تطال عادة، المنطلقات التأسيسية،